تتمنى الأسيرة المحررة إيمان نافع (48 عاماً) من سكان قرية كوبر شمالي رام الله وسط الضفة الغربية، تحرير زوجها الأسير نائل البرغوثي (55 عاماً) والعيش معه بحرية، بعدما حرمها الاحتلال من العيش مع زوجها، عقب اعتقاله وعشرات المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" العام الماضي.
تتذكر إيمان لحظاتٍ ماضية من حياتها ونائل، إذ توضح حب نائل لها في عام 1987 وأمنيته الارتباط بها لمجرد قصة بطولتها التي سمع عنها، حينما كانا رهن الاعتقال في سجون الاحتلال ويقضيان أحكاماً بتهمة المقاومة.
ولم تكن إيمان ابنة الـ(28 عاماً) حينها، تعلم بحب نائل لها، حينما كانت تقضي حكماً بالسجن لمدة 15 سنة ونصف، قضت منها نحو 10 سنوات ليفرج عنها عام 1997 ضمن صفقة لبوادر للسلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، فيما كان نائل يقضي حكماً بالسجن المؤبد.
بعد خروجها من السجن حاول نائل الارتباط بإيمان، لكنها رفضت الفكرة لعدم معرفتها به، وتزوجت من رجل آخر استمرت معه لمدة عامين ثم انفصلا، إلى أن تقدم نائل لها مرة أخرى في عام 2005.
وبعد شهر من خروج نائل في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، تزوج إيمان ونائل، وبدأ الحلم ببناء الأسرة والعيش معاً يتحقق، بعد 24 عاماً من حلم تمنته والدة نائل أن يتحقق قبل وفاتها.
الإقامة الجبرية التي فرضتها سلطات الاحتلال على نائل طيلة أكثر من عامين ونصف، ومنعه من الخروج من محافظة رام الله، منعته أن يعوض الكثير مما فاته في السجن طيلة 34 عاماً، لتشاركه إيمان حياته.
تقول إيمان نافع لـ"العربي الجديد": "نائل كان يشعر بالحزن لفقد والديه الذين لم يرهما لحظة وفاتهما متمنياً وجودهما، لكنني أساعده على إكمال الحياة، ونأمل بوجود طفل يعيش معنا السعادة".
وتحاول إيمان التخفيف عن زوجها الأسير نائل البرغوثي، إذ تروي شعورها بالقهر حينما زارته الشهر الماضي لأول مرة، فنصف ساعة من الحديث معه لا تكفي، حيث قطع الاحتلال بقية الحديث ولم تكتمل الزيارة على وقع مشهد لم تنسه إيمان، فصورة نائل من خلف الزجاج، وصوته الذي بالكاد يسمع، ما زالت ترسم الأمل بالعودة لرؤيته مرة أخرى، ولربما قد تحرم بسبب إجراءات الاحتلال.
وترى إيمان في قضية اعتقال زوجها والعشرات من زملائه في الصفقة، أنه قرار سياسي يحاول فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحقيق مطامع سياسية، بينما ترى أن الصراعات الداخلية الفلسطينية حرمتها من وجود زوجها بجانبها.
مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، قال لـ"العربي الجديد" إن إسرائيل تعاقب الشعب الفلسطيني بشكل جماعي، فهي قتلت محرري الصفقة المعاد اعتقالهم اجتماعياً مرتين، الأولى حينما اعتقلتهم في المرة الأولى وحوكموا بتهم مقاومة الاحتلال، والثانية عندما حاكمتهم على ذات التهمة مرة أخرى.
المصدر: العربي الجديد - إعداد: محمود السعدي