فلسطين المحتلة – قُدس الإخبارية: كشف موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تفاصيل من قصة سقوط الجاسوس الإسرائيلي الأخطر في سوريا إيلي كوهين، مع اقتراب الذكرى الخمسين لإعدامه، بعد وصوله إلى مراتب عالية في دمشق.
وقال الموقع، إن شقيق كوهين حصل مؤخرًا على وثائق سرية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، جاء فيها أن كوهين حصل على مساعدة من عميل للجهاز الأمريكي ومن رجل أمن سوري، حيث سهلا له الدخول إلى سوريا مع جميع أجهزة التجسس دون تفتيشه.
ويوضح، أن كوهين اختير عام 1960 لتنفيذ المهمة، وتم تدريبه على أعمال الجاسوسية واستخدام أجهزة بث واستقبال من مختلف الأنواع، كما تم تعليمه جغرافية سوريا ولهجتها، ليصبح كمال أمين ثابت العائد إلى بلاده ليستقر فيها ويستثمر أيضًا.
في عام 1961 وصلت التعليمات من "تل أبيب" إلى كوهين، بأن عليه إبلاغ أصدقائه بأنه قرر السفر إلى دمشق والدول العربية لبحث إمكانية الإقامة هناك، وقد حصل بسهولة على تأشيرة الدخول إلى سورية ومصر ولبنان، بعد أشهر من وصوله إلى الأجنتين، التي انتقل منها إلى إيطاليا ثم إلى سوريا بعد ما التقى بالرجل الذي سهل دخوله.
ويبين تقرير "واللا"، بأن كوهين كان يرسل بالمعلومات إلى "تل أبيب" مرتين يوميًا، وقد ترك ذلك أثرًا في الجو المحيط ببيته الواقع بحي أبو رمانة في دمشق، الذي توجد فيه سفارات أجنبية أبرزها الصين والهند وروسيا، وقد تضررت مراسلتها بسبب نشاطات الجاسوس.
وإثر ذلك، أجرت الجهات السورية المختصة أعمال مسح في المكان دون الاقتراب من منزل كوهين لأنه لم يكن عرضة للشك، لكن بدون فائدة، فقد استمر الإزعاج مؤكدًا أن في المنطقة من يستعمل جهازًا سريًا، وقد توجهت الجهات السورية إلى السفارة الروسية لمساعدتها في البحث عن الجهاز.
ويضيف الموقع، بأن خبيرًا روسيًا اقترح بأن تشتري الحكومة السورية جهازًا حديثًا وخاصًا بهذه الأمور من صنع روسي، قائلاً، إن هذا الجهاز سيكتشف الأجهزة السرية خلال دقائق قليلة في دائرة قطرها مئات الأمتار.
ويوضح، أن هذا الجهاز يحتاج لقطع التيار الكهربائي في الشوارع التي يمر منها، وإثر ذلك أبلغ كوهين قيادته بأنه لم يستطع التقاط الإذاعة من "تل أبيب" لأن التيار الكهربائي كان مقطوعًا، حيث كان جهاز البث عنده يعمل بالبطارية الجافة، أما راديو الالتقاط فبالكهرباء العادية، ومن هنا تم اكتشاف موقعه.
بعد يومين من إبلاغه قيادته بعدم التقاطه الإذاعة تم اعتقال كوهين، واتهمت زوجته ناديا التي تقيم في "هرتسيليا" الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنها لم تلتقط إشارات الخطر التي أرسلها زوجها قبيل اعتقاله.
وقالت، إن كوهين وعند وصوله في آخر رحلة إلى "تل أبيب"، كان السوريون قد علموا بأمره ونصبوا له كمينًا، وبعد عودته إلى دمشق اعتقلوه وحاكموه وأعدموه. وتطالب ناديا اليوم سلطات الاحتلال بإعادة رفاته لدفنه في "إسرائيل".
يذكر أن كوهين أعدم شنقًا في ساحة عامة بالعاصمة السورية دمشق بتاريخ 18/أيار/1965.