قالت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" في فلسطين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تزال تستخدم القوة المفرطة بحق الأطفال الفلسطينيين، والتي تتمثّل بالاعتداء عليهم واستهدافهم بالرصاص الحي.
وأضافت الحركة في بيان لها اليوم السبت، أنها رصدت ووثقت 30 حالة قام خلالها جنود إسرائيليون ومستوطنون يهود بإطلاق الرصاص على أطفال فلسطينيين وإصابتهم، وذلك منذ بداية العام الجاري، مشيرةً إلى أن من بينهم 29 طفلاً أصيبوا بنيران جنود الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات سلمية بالضفة الغربية، فيما أصيب آخر برصاص المستوطنين في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
واعتبرت الحركة، أن مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي في استهدافها للأطفال الفلسطينيين، مردّه انتشار ثقافة الإفلات من العقاب في أوساط جنود الاحتلال الإسرائيلي وعلمهم المسبق أنهم لن يحاسبوا على أفعالهم مهما كانت النتيجة، وفق البيان.
وأشارت إلى أنه وفقاً للوائح الجيش الإسرائيلي الخاصة، فمن المفترض ألا تستخدم الذخيرة الحية إلا في ظروف تشكل تهديداً قاتلاً بشكل مباشر للجندي، لافتةً إلى انعدام أي أدلة تشير إلى أن الأطفال الذين أصيبوا بالرصاص الحي كانوا يشكلون مثل هذا التهديد وقت استهدافهم.
وجاء في البيان، أن من بين الحالات التي وثقتها الحركة ما حدث مع الطفل معاذ الرمحي (15 عاما) من مخيم الجلزون قرب رام الله، حيث أصيب بعيار حي في صدره خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على مدخل المخيم بتاريخ 6 آذار (مارس) الجاري، خضع على إثرها لعملية جراحية فورية ليتبين أنه كان يعاني من جروح في رئته اليمنى وتهتك شبه كامل في أضلاع وعضلات الصدر.
وأشارت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، إلى أن المواجهات ذاتها في مخيم الجلزون أسفرت عن إصابة الطفل الفلسطيني محمد حميدات (16 عاما) بعيار ناري حي في الجهة اليسرى من وجهه.
ونقل البيان عن الطفل حميدات، قوله إنه شعر بشيء يضربه من الخلف خلال عودته للمنزل بعد أن شاهد جنود الاحتلال يقتربون من مدخل المخيم، وأضاف "شعرت بدوخة ووجع خفيف لحظتها، ولاحظت دماء تنزف من وجهي بغزارة".
وأضاف أن الطفل مالك مسلم غوانمة (16 عاما) من مخيم الجلزون، أصيب برصاصة حية في ساقه اليمنى أدت إلى تهشم العظم، ممّا استدعى تركيب جسر بلاتين في ساقه، كما أصيب الطفل محمد برناط (16 عاما) من بلعين قضاء رام الله، بعيار حي في ركبته اليمنى خلال مشاركته في المسيرة السلمية الأسبوعية بقريته.
وقال برناط في إفادته للحركة "لقد بدأ جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي باتجاهنا، وأخذت أبحث عن مكان أحتمي فيه وخلال ذلك شعرت بشيء قوي يصدم رجلي اليمنى من الخلف".
وجاء في التقرير الطبي الخاص بالطفل برناط، أنه تبين بعد الفحوصات السريرية وصور الأشعة وجود مدخل للعيار الناري مع عدم وجود مخرج وأن الرصاصة استقرت في ركبته اليمنى.