مؤلم جداً ، أن تشعر بانك مُطارد .. حتى في غُرفتك الصغيرة في المانيا ، والأكثر إيلاماً أن تُساورك الظنون بان مُطاردك ( الوغد ) .. يتحكّم بحياتك .. تشعر أن وُجودك في المانيا ، بسببه وبسببه ايضاً إضطررت ان تقنع نفسك .. بأن الدراسة في الخارج أقوى .. وأن الغُربة أجمل .. تشعر أن دراستك للهندسة نعمة ، مع أنك تذكر أن احلامك الأولى كانت بدراسة اللغة وعلم النفس .. تشعر أن جيرانك وأهل بلدك .. كُلهم ضحايا هذا الوغد ، وأن السيارات الفاخرة والبيوت الفارهة التي يتمتع بها بعض من حولك - رغم الوضع الصعب - ، هو سببها ..
هذا الوغد المُسمى " كينغ " صاحب وثيقة كينغ Koenig Memorandum .. هذه الوثيقة التي صدرت من السلطات الإسرائيلية بعد يوم الأرض عام 1976 والتي حملت معها توصيات في كيفية مُعاملة العرب الفلسطينين الذي صمدوا في اراضيهم بعد عام 1948 ، وكان من أهم ما نصت عليه هو تشجيع الإستهلاك وتهميش ثقافة الإدخار ، توجيه الراغبين بالدراسة لمواضيع تقنية تبعدهم عن السياسة .. تشجيع دراستهم في الخارج وتصعيب الفرص عليهم حين عودتهم !!
أيها الوغد ، نعم تغرّبنا ولكننا سنعود .. سندرس الهندسة ، لنعمّر عقولنا والبلاد .. وحسبنا الله ونعم الوكيل !