شبكة قدس الإخبارية

حركات شبابية بالداخل المحتل تخوض معركة مضادة لانتخابات "الكنيست"

شذى حمّاد

فلسطين المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: خارج صناديق انتخابات الكنيست تعالت أصوات الأحزاب الشبابية في الداخل الفلسطيني المحتل معلنة مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية وداعية لذلك، ومؤكدة أن تواجدهم في الأراضي المحتلة للصمود والتمسك بالحق الفلسطيني لا للاندماج بدولة الاحتلال وما قد يترتب عليه من ضياع للهوية والحقوق.

حركة أبناء البلد، حركة كفاح، حراك حيفا، إضافة لمجموعات شبابية مستقلة في المدن المحتلة أعلنت إطلاقها حملة شعبية لمقاطعة انتخابات الكنيست، لتوعية المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل بتداعيات المشاركة في الانتخابات، عبر سلسلة من الفعاليات وبتوظيف وسائل الإعلام الاجتماعي.

إطلاق الحملة الشعبية جاء ردًا على توحد الأحزاب في قائمة مشتركة لخوض انتخابات الكنيست، وهو ما أثار اهتمام المجتمع الفلسطيني خاصة أنها التجربة الأولى، وحسب استطلاع للرأي أجراه "صندوق إبراهيم" و"معهد يافا للأبحاث" أن توحد الأحزاب العربية بقائمة واحدة من شأنه أن يزيد نسبة التصويت في الوسط العربي 10%، أي أنه قد ترتفع نسبة التصويب لانتخابات الكنيست هذا العام من الفلسطينيين في الداخل المحتل إلى  68%.

حراك حيفا: الاحتلال ديمقراطي بطريقته

مهند أبو غوش من حراك حيفا أوضح لـ قدس الإخبارية، أن مقاطعة انتخابات الكنيست تأتي ضمن مقاطعة الاحتلال، "الأصل أن لا نكون جزء من المؤسسة الشرعية والتي تعتبر من أهم مؤسسات الاحتلال"، مؤكدًا على أن المشاركة في انتخابات الكنيست هي تضحية بنضالات الشعب الفلسطيني.

وبين أبو غوش أن الاحتلال يسمح للفلسطينيين في الداخل المحتل بطريقته وبما يخدم أهدافه، المشاركة في الانتخابات متناسيًا ملايين الفلسطينيين الذين هجرهم عن أراضيهم، معتبرًا سماح  الاحتلال للفلسطينيين المشاركة في انتخابات الكنيست غطاءً لعورته أمام العالم ليظهر كدولة تمارس الديمقراطية.

ولفت أبو غوش إلى تصريح سابق لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، قال فيه إن "إسرائيل" هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسمح للعرب المشاركة في الانتخابات بشكل ديمقراطي وعادل، وهو ما يعتبره أبوغوش استغلالاً للمشاركة العربية بهدف تجميل صورة الاحتلال أمام المجتمع الدولي.

الدعوة الفلسطينية لمقاطعة الانتخابات الإسرائيلية ليست الأولى من نوعها، لكن بحسب أبو غوش فإن الهبات الشعبية التي اندلعت مؤخرًا في الداخل المحتل بالإضافة للوعي الشبابي، يشكلان دعما لحملة المقاطعة.

وبين أبو غوش أن الفلسطيني في الداخل المحتل وصل إلى قناعة بأن  الأعضاء العرب في الكنيست لا يشكلون أي وزن وما يقومون به هو مجرد "صراخ على المحتل في عقر داره"، قائلاً، "نحن تجاوزنا هذه المرحلة، فما يقوم به النائب العربي من خطابات استعراضية في الكنيست لم تحقق أي قرارات لصالح الفلسطيني كما لم تضغط على حكومة الاحتلال أو تقود لمنعطف واقعي مهم".

وأضاف، أن واحدًا من القوانين والقرارات القليلة مررها النائب العربي في الكنيست كان قانون منع تقليم أضافر القطط في الشوارع العامة، متسائلا، "لا يوجد مشاركة حقيقية تجري تغيير على الواقع، فما جدوى المشاركة في الانتخابات؟".

ولفت أبو غوش إلى أن الأحزاب العربية تسوق لتوحدها بقائمة مشتركة بالحلم وهو ما يؤثر على عواطف الفلسطينيين المقاطعين والمسيسين، متوقعًا أن ترتفع نسبة التصويت في الوسط العربي هذا العام مقارنة مع العام لماضي.

كفاح: المقاطعة ستنجح ولكن على مراحل

نائب الأمين العام في حركة كفاح أيمن الحاج يحيى قال، إن مقاطعة انتخابات الكنيست يجب أن تكون فكريًا وسياسيًا، وهو ما يتطلب تظافر جهود عدد من الأحزاب وتشكيل حملة شعبية تدعو الفلسطينيين للمقاطعة، مبينًا، أن إمكانيات الحملة الشعبية بسيطة ومتواضعة بسبب انعدام الدعم والتمويل مقابل ما يتم ضخه للحملات الدعائية للمشاركين بالانتخابات.

وأضاف لـ قُدس الإخبارية، أن الحملة الشعبية تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية في الترويج لمقاطعة الانتخابات، كما تنظم الندوات والاجتماعات، وتقوم بزيارات منزلية وتصدر البيانات، وتتواصل مع الوسائل الإعلامية لتوصيل رسالتها، مشيرًا إلى أنه كان من المقرر عقد مناظرة بين الأحزاب المقاطعة للانتخابات والقائمة المشتركة إلا أن الأخيرة انسحبت وشاركت في مناظرات مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى.

وعن مدى تقبل المجتمع الفلسطيني للداخل المحتل لحملة مقاطعة الانتخابات، بين الحاج يحيى أنه من الصعب الحصول على تأييد كل المجتمع مرة واحدة لكن الأمر سيكون على مراحل، "ربما لن يثبت جدواه هذه ولكن قد ينجح في المرة القادمة"، موضحًا، أن الانتخابات الماضية شهدت مقاطعة 43% من المجتمع الفلسطيني للانتخابات، فيما شارك 57% فقط.

التجارب المستمرة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، تثبت عدم جدوى وجود أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي،  وفقًا لـ الحاج يحيى الذي أكد على السعي الدؤوب لتشكيل بديل عن الكنيست من خلال تشكيل هيئة من كل القوى الوطنية يكون لها أهداف وطنية واضحة، عكس ما تحمله القائمة المشتركة من أهداف تتمحور حول اندماج الفلسطينيين في دولة الاحتلال. "هدفنا هو الصمود والبقاء وتعزيز الوجود الفلسطيني بكل المقومات والوسائل المتوفرة، وليس الاندماج".

أبناء البلد: لا نلتمس العدل من محتلنا

عضو لجنة مركزية في حركة أبناء البلد أحمد خليفة بين، أن حركة أبناء البلد هي شريكة بالحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات في الكنيست 2015، مضيفًا، أن الداخل المحتل يشهد في كل دورة انتخابات جدال حول مشاركة أو مقاطعة الانتخابات.

وقال خليفة لـ قُدس الإخبارية، إن الدعوة لمقاطعة الانتخابات تأتي من الوعي بما يرتكبه الاحتلال من جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني، "لا يمكن التماس العدالة أو تحصيل الحقوق من جسم مسؤول عن تهجيرنا وذبحنا ونكبتنا ونكستنا، وكل الممارسات العنصرية التي تنفذ ضدنا".

وأضاف أن تواجد الأعضاء العرب في الكنيست خلال 67 عامًا، لم يتم خلاله تحسن وضع الفلسطيني في الداخل المحتل بأي جانب من الجوانب المركزية (الأرض، المسكن، الهوية)، "خلال الأعوام الماضية لم يتم سوى عكس ما يريد ويحتاج الفلسطيني، واستفحلت العنصرية بشكل أكبر، كما استمر هدم المنازل ومصادرة الأراضي".

وأوضح خليفة أن مقاطعة انتخابات الكنيسة تنبع من رفض إعطاء الشرعية لدولة استعمارية تفصل الفلسطينيين في الداخل عن باقي أبناء شعبهم في غزة والضفة بحدود وهمية إضافة لحرمان ملايين اللاجئين من الوجود على أرضهم.

وأكد خليفة أن الكوادر الشبابية الداعية للمقاطعة موجودة منذ سنوات، ولكن الجديد هو اتساع دائرة الداعين للمقاطعة والناتج عن الوعي النضالي الذي تراكم لدى الشباب الفلسطيني في الداخل المحتل.

وقال، "الشباب الفلسطيني على وعي أن لا يمكن تحصل أي شيء من الدولة المحتلة إلا من خلال مواجهتها والنضال ضده، وليس من خلاله".

وعن مشاركة الأحزاب العربية بقائمة مشتركة، بين خليفة أن القائمة المشتركة تطمح لزيادة نسبة المشاركة، مؤكدًا أن "المشاركة الفلسطينية في انتخابات الكنيست هي مشاركة مزيفة، حيث لا توجد رقابة على صناديق الاقتراع العربية، والنتائج في كل الحالات هي مزيفة ولا تعكس إرادة ورغبة الشعب الفلسطيني".

وأضاف أنه من المتوقع ارتفاع نسبة التصويت في الوسط الفلسطيني خلال الانتخابات القادمة،" تجمع الأحزاب العربية في قائمة يداعب مشاعر الفلسطينيين وينجح في كسب أصواتهم لصالحه، ولكن غير واقعي وخاصة أن برنامج القائمة لم يتم نشره حتى الآن".

يذكر أن انتخابات الكنيست ستجري بتاريخ 17|آذار المقبل، وقد بلغت المنافسة أوجها بين "المعسكر الصهيوني" بزعامة تسيبي ليفني وهرتسوغ، وحزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو، وقد أكدت استطلاعات الرأي أن واحدًا من هذين الجانبين هو من سيحسم المعركة الانتخابية لصالحه.