شبكة قدس الإخبارية

أنا والشبح وسماء قلقيلية

هيئة التحرير

كتب: عاطف دغلس

تعج السماء بأشكالها وألوانها المختلفة، إنهم يستبيحون السماء كما الأرض، ليس أمامك سوى أن تحدق النظر..

هذا مشهد يومي يعيشه كل من يزور قلقيلية، السائقون أكثر، إنهم يودون معرفة جنسية الشبح (الطائرة) الذي يحوم فوقهم يوميا ذهابا وإيابا..

بالنسبة لي، كانت المرة الأولى التي أرى بها طائرة تحوم في سماء وطني، أقصد طائرة مدنية.. لم يحالفني الحظ لأرى أكثر من "اف 16" أو"مروحية" تقل جنودا أثقلتهم "بساطيرهم" العسكرية وأسلحتهم عن المشي، أو أقلت صواريخ "إبادة" إلى بلد كـ غزة فسوته بالأرض..

لم نحرم من صوتها يوما، خاصة باختراقها "حواجزه"، واختراق رؤوسنا معها..

في سماء المدينة، اعتاد المواطنون رؤيتها، لم يكن الأمر غريبا عليهم مثلي، إنهم بانتظار طائرة .. أما سائق "الشتل" فأخذ يضرب فوق المقود.. ضجرا من قلة الركاب العائدين لنابلس..

ثمة بالمكان من حولنا من لم يزل يود معرفة "الجنسية"، جنسية الشبح الطائر، أسعفتنا الكاميرا بالتقاط صورا مختلفة لها.. فكانت المفاجأة..ثلة من المتشوقين.. تهافتوا من حولي لرؤية الشبح عن قرب..

بعضهم استل الكاميرا من بين يدي، وبدأ يفكك اللغز لأصدقائه "قلت لكم مرات عديدة إنها من نوع كذا.. إنها تحمل شارة إسرائيل "نجمة سداسية"

كانوا قد بنوا في مخيلاتهم صورا وأشكالا له، بعضهم خاض جدلا عقيما وطويلا ليقنع الآخرين بالشكل المرسوم أو الكتابة على صفح الشبح (الطائرة).

أما أنا فلم أكن أرى سوى "الشتل" وركابا يملئون الفراغ، فراغ المقاعد، مشيت وفي مخيلتي شيئا من الأمل،، نحو سماء وشبح يحمل "الأبيض والأحمر والأسود والأخضر".