شبكة قدس الإخبارية

الأندلس .. طمس بأيديهم وانبعاث بأيدينا‎

هيئة التحرير

حين نسمع عن مسجد تحول إلى متحف فلا نعلم أهو الجامع الكبير في بئر سبع أم هو جامع قرطبة.. حين نرى الأرض ملطخة بدماء أبنائها فلا نعلم أفعل ذلك المحتل الصهيوني أم محاكم التفتيش الأسبانية.. حين نرى أصحاب هذا المسجد وهذه الدماء وقد هاموا على وجوههم يبحثون عن أرض أخرى وحياة أخرى فلا نعلم أهؤلاء هم اللاجئون الفلسطينيون أم الموريسكيون... حين نرى كل ذلك ونعيه، نعلم جيدا كم فرطنا في فلسطين حتى أوشكت أن تكون غرناطة جديدة...

هكذا، يمر عام جديد على ذكرى سقوط الأندلس ليضيف لها وجعا جديدا، وجعا لا يضاهيه إلا الألم الذي تعانيه الشقيقة الصغرى فلسطين، وجعا يثير القلق على مستقبل الأقصى بنفس قدر الشجن الذي يستدعيه منظر الأجراس التي تعلو الجيرالدا الآن، وجعا يضيف لقرونا من الحسرة على غرناطة عقودا من العجز في فلسطين ...

ولكن، وسط كل هذا الأسى تسكن ذاكرة التاريخ ذكرى مجيدة، ذكرى حضارة دامت ثمانية قرون فكانت نبعا نهل منه الجميع، مجدا زين تاج أوروبا ثم لم يلبث أن اندثر واستبدلت به جواهر زائفة لا بريق لها.

تلك الجواهر التي استطاعت عاما بعد عام أن تحتل كامل الذاكرة وأن تمحو أي أثر لأخرى كان لها الفضل في هذا البريق. لذلك وكما عمدت أوروبا – والعرب معها – إلى طمس الأندلس وأسطورتها - تماما كما تعمد اليوم لطمس فلسطين وتاريخها - نرنو نحن إلى خوض معركتنا دون لواء الزلاقة والأرك، نصم أذاننا عن صليل السيوف ووقع حوافر الخيل ونحلق في سماوات العلم والمعرفة.

نجوب مكتبات أوروبا ونتصفح أمهات كتبها لنضع خطوطا عريضة تحت أسماء أعلام الأندلس الذين صاغوا قصة الحضارة. ننقب عنهم، نزيل التراب عن أعمالهم التي طمست فنبعثها من جديد ونبعث معها حلم العودة .. حلم عودة الزمان والمكان ..

اليوم، نخوض غمار معركة التاريخ ونحن نؤمن أننا قادرون على بعث روح الأندلس حتى وإن مات الجسد، حتى وإن واراه الثرى. تأتي ذكرى الأندلس هذا العام ونحن نردد "#الأندلس_طمس_بأيديهم_وإنبعاث_بأيدينا" ... إن شاء الله ..

أيمن حويرة/ حملة "الأندلس .. طمس بأيديهم وانبعاث بأيدينا"