شبكة قدس الإخبارية

ميدل إيست: مرابطات الأقصى حارسات على تخوم الحرم

هيئة التحرير

القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: نشرت صحيفة ميدل إيست البريطانية الأربعاء، تقريرًا عن المرابطات في المسجد الأقصى، قالت فيه إن النسوة اللواتي تتراوح أعمارهن بين العشرينات والسبعينات، يتعلمن أكثر القضايا الدينية تعقيدًا وكذلك تاريخ الأقصى والمدينة المقدسة، تحت أقواس الأقصى رغم أن بعضهن لا يعرفن القراءة والكتابة.

 ويقول التقرير، إن السبب الرئيس لتواجد هؤلاء النسوة في الأقصى يهدف للدفاع عن الحرم وحمايته من اقتحامات المستوطنين ومحاولاتهم فرض السيطرة الإسرائيلية على الأقصى، مشيرة إلى تصديهن لهذه الاقتحمات بالتكبير في محاولة منهن لتذكير المقتحمين بأن الأقصى للمسلمين.

وينقل التقرير عن المقدسية لطيفة عبداللطيف (24 عامًا) قولها، "كلما انتابنا شعور بأن ضررا قد يصيبنا نهتف الله أكبر، وكذلك حينما يهددنا الإسرائيليون أو يؤذينا الجنود"، وتضيف، "أعيش في المدينة القديمة، وكنت من قبل آتي هنا في المساء للصلاة فقط. ولكن حينما رأيت المستوطنين يأتون كل يوم، ورأيت حرصهم الشديد على التواجد هنا، وأنهم يسعون لتدمير قبة الصخرة، أدركت أن لدي الحق في المجيء، بل أنه يتوجب علي أن أكون هنا. آتي إلى هنا لتوجيه رسالة وهي أننا لن نبرح هذا المكان أبداً، فهذا المكان لنا، ولن نغادره إلى أي مكان آخر".

ويوضح التقرير، أن المؤسسة الإسرائيلية تسمح للمستوطنين بزيارة الأقصى وتمنعهم من الصلاة فيه، مضيفًا، أن المتدينيين اليهود بدأوا يستعرضون قوتهم ويترددون على اقتحام الأقصى بشكل متزايد، حيث اعتبرت أن ذلك فاقم التوتر الذي شهدته ساحات الأقصى مؤخرًا وماجرى فيها من مواجهات عديدة بين المرابطات وشرطة الاحتلال.

 ويبين، بأن الفلسطينيين يعتقدون بأن هذه المجموعات تطمح للسيطرة على الأقصى، "وهو ماتؤكده سلوكيات بعض المنظمات مثل حركة جبل الهيكل التي تصرح بهدم الأقصى وإقامة الهيكل الثالث".

وتضيف كاتبة التقرير بيثان ستاتون، إن عايدة صيداوي (53 عامًا) وقفت ترمق عن بعد بعينيها من مكان يطل على حديقة الحرم الجدر الزرقاء لقبة الصخرة، وتقول، "تصوري لو أنك منعت من الذهاب إلى الكنيسة والصلاة فيها، سيضايقك ذلك، وسوف يغضبك أيضاً". وتضيف، "لست أبالي أن يدمر بيتي، وأن يصادر مالي، أما المسجد الأقصى فهو خط أحمر. إذا ما استولوا على الأقصى، فلن يكون شيء في القدس على ما يرام".

ويشير التقرير، إلى تكرار الاحتلال منع الرجال والشبان من دخول الأقصى، حيث تظهرهم الصور "وهم يؤدون الصلاة في الشارع، ركعاً سجداً تشهد ظهورهم المحنية في أداء جماعي على إصرارهم على أداء الصلاة ولو في الشارع معتبرين ذلك في نفس الوقت تعبيراً عن الاحتجاج على منعهم".

كما يروي التقرير، قصة المرابطة زويا بدواني (67 عامًا) والتي تقول إنها تعرضت للأذى ولكن هذه المرة من قبل المستوطنين اليهود. وهي الآن تربط بضمادة رسغها الذي تعرض للكسر أثناء المواجهة، وتصر زويا بدواني على أنه مايزال يؤلمها، وتقول: "لقد كان الأربعاء الماضي يوماً سيئاً جداً. فقد جرى اعتقال وضرب أربعة من النسوة. لماذا يفعلون ذلك؟ هل لأننا نريد أن نصلي؟ هل لأننا نريد أن نهتف بعبارة الله أكبر؟ أم لأننا نساء. نحن مجرد نساء، وليس لدينا شيء، بينما هم جنود يحملون السلاح".

 ويضيف، "رغم هذه التحديات تقول هؤلاء النساء إنهن إنما ازددن قناعة بالحاجة إلى البقاء في جوار المسجد للدفاع عنه. ورغم جرحها، فقد جاءت زويا بدواني إلى الأقصى من داخل إسرائيل مثل كثيرات غيرها يأتين إلى المسجد تقريباً كل يوم من مناطق مثل يافا وعكا أو حتى الجليل".

 ويرى التقرير أن "نضال المرابطات كمجموعة متكاتفة من النساء أمراً مركزياً في هذه المقاربة، وترى كثيرات منهن أن مثل هذا النضال من أجل الأقصى قد شكل تحدياً وأحدث تحولاً في بعض الأفكار المتعلقة بالأدوار التقليدية للمرأة".

ويوضح، أن السنوات الأربع أو الخمس الماضية شجعت المقدسيات على "تحدي بعض الأفكار المحفاظة بشأن دور الأنثى في المجتمع، والخروج للمسجد ورفع صوتهن بالتكبير".

ويتابع التقرير، "بالنسبة للكثير من النساء هنا، يعتبر الأقصى نقطة مركزية ليس فقط بالنسبة للقدس بل وأيضاً بالنسبة لحياة كل واحدة منهن، فهو مركز المجتمع في المدينة التي نشأن فيها، وهو المعلم الذي ما فتئن يترددن عليه منذ كن أطفالاً صغاراً. إلا أن الأمر فيه ما هو أكثر من ذلك أيضاً، فالمرابطات يقلن إنه طالما بقي الأقصى بقيت فلسطين. لقد دفعهن الاعتقاد بواجب الدفاع عنه إلى تحدي الأخطار المحدقة بهن من عنف واعتقال وقيود".

ويختم التقرير بالإشارة لحديث المرابطة لطيفة عبداللطيف قائلة، "لقد اعتقلت قبل أسبوعين، واحتجزوني لست ساعات واستجوبوني. ثم قالوا لي إذا عدت إلى الأقصى فسوف يصدر حظر بحقك، وسوف نرسلك إلى السجن. ولكني عدت في اليوم التالي مباشرة".

 وتضيف لطيفة لـ ميدل إيست، "نعلم يقيناً أننا نجازف بحياتنا، ولكن لا يوجد أمامنا سبيل آخر. ماذا لدينا لنعبر به عما في نفوسنا؟ لا يحب أحد منا أن يعتقل، ولا يحب أحد منا أن يضرب، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة".