شبكة قدس الإخبارية

غزّيون عن تحسن جدول الكهرباء .. " بلاء أهون من بلاء"

هدى عامر

غزة – خاص قدس الاخبارية: بدا الرضا ظاهرًا على حديث أهالي غزة بعد تحسن جدول الكهرباء وعودته إلى حالته الأصلية بعدما وصل نظامه الأخير إلى "6 ساعات وصل مقابل اثنتي عشر ساعة قطع للتيار الكهربائي".

ويرى الغزيون في تحسن جدول الكهرباء فرصة لإعادة الحياة لما كانت عليه جزئيًا ما قبل العدوان على غزة، ومنها متابعة أنشطتهم التي اعتادوا عليها في تنظيم حياتهم سابقًا، حتى وإن كانت لا تعتبر حياة كاملة، بجدول كهرباء ثماني ساعات وصل.

"بلاء أهون من بلاء"، بهذه الكلمات علق الخمسيني مصطفى أبوسمعان معبرًا عن رضاه بتحسن جدول الكهرباء مؤخرًا، قائلًا "بتنا نقبل بالقليل لأننا رأينا العدم".

أما نساء غزة فبتن أكثر فرحًا بالتحسن أو "عودة الجدول القديم"، تقول رحاب العمريطي "كنا سابقًا نتذمر من قطع الكهرباء، وبعدما جربنا ما هو أسوأ أصبحنا نتمنى عودة الجدول القديم الذي كنا نعترض عليه".

وتضيف، "لا أنكر فرحتي بتحسن جدول الكهرباء الحالي، على الأقل بتنا نعرف كيف نتدبر شؤوننا"، مختتمة بالمثل القائل، "نص العمى ولا العمى كله" على اعتبار أن نصف العمى هو تحسين الكهرباء والتي من المفترض أن تكون دائمة وفق حقوق شرعية للمواطن.

فيما اشتكى عدد من المواطنين من ارتفاع فاتورة الكهرباء بشكل مضاعف في الوقت الذي كان فيه انقطاع الكهرباء على أوجه، خلال أيام العدوان على غزة وما بعدها.

كما أن الطلبة والجامعيون وأصحاب الأعمال والشركات رأوا في تحسن جدول الكهرباء نعمة كبيرة، فالطلبة يرونه ساعة دراسية إضافية، وأصحاب الاعمال يرونه سبيلًا لتخفيض نفقات المولدات وتكلفة الإضاءة البديلة.

بدائل مستمرة

وبالحديث عن البدائل، أوضحت العائلات الغزية أن البدائل التي كانت مستخدمة سابقًا منذ أزمة الكهرباء الأولى، ما زالت قائمة، فبحسب مستوى الأسرة المعيشي وطاقتها الشرائية تتنوع مصادر إضاءتها في فترات قطع التيار.

بعض العائلات كانت "الشمعة" هي كل ما تستطيع توفيره، وان كانت سببًا يستدعى الخوف والحذر من المخاطر على الأطفال والمنزل، فيما رجعت عائلات أخرى لزمن أضوية الكاز وشواحن الكهرباء اليدوية، وقد يكون امتلاك مولد كهربائي في فترة معينة هي أحد أسباب الراحة إلا أن ذلك لم يدم في ظل انقطاع وقود المولدات كذلك، وتبقى البطارية أو جهاز "ups" هي كنز الغزّي الذي يحسد عليه، فإن توفر فقد زال نصف همه، ونصف همه الآخر يبقى في عدم قدرة البطارية على تشغيل الأجهزة الكهربائية الحرارية والثقيلة.

لا ملامح سلبية

بدوره، أفاد نائب رئيس سلطة الطاقة المهندس فتحي الشيخ خليل أن جدول التحسين الحالي سيستمر كما هو حاليًا دون أي تعديلات، مطمئنًا المواطنين أن العمل جاري لتطوير ساعات وصل الكهرباء وأن العمل يسير للأمام ولا ملامح سلبية لعودة الأزمة السابقة.

وأكد أنه لا يوجد أي أخطاء أو معيقات تعرقل تطبيق الجدول الحالي، مشيرًا أنه لا مشاكل كذلك في قضية إدخال الوقود لمولدات شركات الكهرباء بغزة حاليًا.

تعليقات شبابية الكترونية

كما العادة، كانت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة التعبير عن الهموم والرضا والقضايا العامة وحتى الخاصة منها، ولطالما كانت الكهرباء حديث الساعة وكل ساعة للمتواجدين على مواقع التواصل لارتباطها بظروف تواجدهم.

وأخذ تحسن جدول الكهرباء في غزة مساحة كبيرة في التداول بين الغزيين على مواقع التواصل في فيسبوك وتويتر، منها الجاد والمضحك والمستهزئ والمستنكر والشاكر والمستغرب

وكتب الشاب أنس سمحان على صفحته الشخصية على "فيسبوك" قال فيها، "سأحدث أولادي مستقبلاً أن الكهرباء أتتنا 24 ساعة ذات يوم في غزة".

أما نور الكولك فقد حدثت حالتها على تويتر بتوجيه شكر خاص لشركة الكهرباء فكتبت "أنا من موقعي هذا أوجه رسالة شكر وعرفان لشركة الكهرباء العزيزة .. الله يديم وقوداتك ويطول بعمر مولداتك".

يبقى الاستهزاء سيد الموقف، فبعض المعلقين قد طالبوا شركة الكهرباء بقطع التيار باعتباره أمرًا فائض عن حده، واعتبرها البعض الاخر أمرًا غير معتاد فكتب بعضهم "قولوا لشركة الكهرباء أن تقطع الكهرباء، لربما نسيت الموعد" وأضاف آخرين "أننا شعب لم نعتد على الكهرباء وأن التحسن قد بدا غريباً بعد جولة من المعاناة والقطع ودمار المولدات في شركة الكهرباء".