غزة- خاص قدس الإخبارية: أحيا فتحاويو غزة ذكرى استشهاد الرئيس الراحل وزعيم حركة فتح الأول الشهيد ياسر عرفات على طريقتهم الخاصة، وبشكل أقرب إلى الفردية، وذلك بعد أن أعلنت القيادة السياسية للحركة إلغاء المهرجان المركزي في قطاع غزة، بعد إعلان الداخلية في غزة عدم تمكنها من تأمين المهرجان، وذلك عقب سلسلة تفجيرات طالت عشرين منزلا من قيادات الحركة في غزة ناهيك عن رسائل التهديد التي وصلتهم إلى هواتفهم النقالة.
مجموعة طلابية من جامعة الأزهر لم يجدوا لهم سبيلا لإحياء ذكرى قائدهم "الخالد" سوى أن يسيروا في شوارع محيطة بجامعتهم يهتفون بهتافات تأبينيه للرئيس الراحل، متوشحين الأعلام الفتحاوية الصفراء، إضافة إلى إقامة الشبيبة الفتحاوية بالجامعة مهرجانا تأبينيا لعرفات.
[caption id="attachment_53374" align="alignleft" width="400"]
من جهته أكد منسق الشبيبة الفتحاوية في الجامعة عبد الله شاهين أن "فتح هي أم النضال الفلسطيني وستبقى كذلك، وأنها تسعى دوما إلى الوحدة التنظيمية والوحدة الوطنية في سبيل استكمال مشروعها الوطني بتحرير كامل التراب الفلسطيني".
وقال شاهين لشبكة قدس:" الرئيس عرفات رحل عنا منذ عشرة أعوام ولكنه ما زال يعيش داخل كل شبل وزهرة ورجل وامرأة ينتمي لفلسطين، فهو رمز الوطنية الفلسطينية، وهو رمز النضال الذي قدمنا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى فداء لوطننا المسلوب"، داعيا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني من جديد بين كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية.
بينما لم يجد الناشط الشبابي إياد الدريملي ورفاقه المنتمين لفتح سوى أن ينفذوا مبادرة شبابية بوضع إكليل من الورد على منصة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، إحياء لذكرى "رمز القضية والنضال الفلسطيني"، وذلك في ظل الوضع الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، وتداعيات الانقسام التي انعكست مرة أخرى على الساحة الفلسطينية.
ويقول الدريملي لشبكة قدس: "لا شك أن القيادة خذلت الجماهير الفلسطينية على وجه العموم والفتحاوية على وجه الخصوص بالسماح لها بالتعبير عن مشاعرها تجاه رمز القضية الفلسطينية، بإلغاء مهرجان إحياء ذكراه"، موضحا أن حالة الصراع الداخلي الفتحاوي كبير في ظل وضع يستدعي أن تتكاتف كل الفصائل الفلسطينية من أجل مواجهة الغول الاستيطاني".
ويضيف "بعد مشاورات بين كثير من الفتحاويين من خارج الإطار التنظيمي توصلنا إلى إحياء ذكرى زعيمنا على طريقتنا الخاصة، نعبر خلالها عن مشاعرنا تجاه عرفات بكوفيته المعهودة وشخصيته الخالدة، ونضاله الذي نتعلم منه مدى الحياة، بغض النظر عن حالة التخبط التنظيمي الذي تمر به الحركة، والتي يفترق فيها القيادة عن القواعد الجماهيرية".
[caption id="attachment_53375" align="alignleft" width="400"]
وأوضح الدريملي أن القرار المفاجئ بإلغاء المهرجان هو ما تسبب بهذا التخبط، ولكنه استطرد بقوله: "جزء كبير من القواعد الفتحاوية غاضبة من التأجيل، إلا أن الواقع ينم عن أن القيادة عمدت إلى حرصها الشديد على الدم الفلسطيني، وهو ما يحسب لحركة فتح التي تحرص دائما على حقن الدماء".
وقال :" ندعو الاخوة الى التعقل وتحديد موقف ساسي ثابت تجاه حكومة الوحدة والسعي الجاد الى تحقيق المصالحة من خلال الشروع الجاد بتسهيل عمل حكومة التوافق الوطني ، في قطاع غزة ".
فيما توجه الآلاف من الفتحاويين إلى ساحة الكتبية التي كان من المزمع عقد المهرجان على أرضها، ورددوا هتافات تدعو القيادة الفتحاوية إلى ضرورة إعادة اللحمة التنظيمية، كي تنجح المصالحة الفلسطينية وتعود القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح وتحرير.
الشاب محمد أبو جبل (29 عاما) يقول لشبكة قدس: "نحن هنا لنحيي ذكرى استشهاد صاحب الكوفية، وصاحب راية النضال، وصاحب المشروع الوطني، ولنؤكد للقيادات السياسية الموجودة حاليا على الساحة بأننا سئمنا من تراجع قضيتنا يوما بعد يوم". منوها إلى أنهم جيل الشباب الذي يسعى إلى الإمساك بزمام الأمور في المستقبل القريب، ومن أجل توجيه بوصلة النضال مجددا ضد الاحتلال.
ويضيف: "إن العدو الأول والأخير ليس حماس بالنسبة لنا، كما يحاول البعض زرع ذلك فينا، ولا عدو حماس فتح، ولكن عدونا الوحيد هي إسرائيل التي تسرق أراضينا وتقتل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا، فلنتحد جميعا من أجل محاربتنا، نحن من أجل التأكيد على حقنا في الدفاع عن أنفسنا ومن حقنا أن نعيش متحدين جميعا، نحن هنا لأن الراحل عرفات استطاع أن يجمع الكل الفلسطيني تحت حكمه".
فيما كانت صدمة الجمهور الفتحاوي بقرار قيادتهم إلغاء إقامة مهرجان تأبين الرئيس الفلسطيني الراحل وزعيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح الشهيد ياسر عرفات، هي سيدة الموقف بعد أن كانوا قد أتموا التجهيزات اللازمة لإقامة هذا المهرجان بعد منعه عدة مرات من قبل حكومة حماس التي كانت مسيطرة على القطاع".
[caption id="attachment_53376" align="aligncenter" width="600" class=" "]
ولم يتقبل عدد كبير من الفتحاويين هذا الإلغاء عدد كبير مما أثار ذلك بلبلة في أوساطهم وسخطا على القيادة التي أصرت على الإلغاء، بدواعي تزامنه مع التفجيرات التي طالت عددا من منازل القيادات الفتحاوية، ومنصة المهرجان في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة.
وأكدت مصادر فتحاوية لشبكة قدس أن الإلغاء جاء حقنا للدماء وذلك بعد التفجيرات والتهديدات التي طالت عددا من كوادر الحركة، خاصة وأنها عازمة على التوجه إلى الأمم المتحدة من أجل المطالبة في إقامة الدولة الفلسطينية وتجميد الاستيطان، وتسعى إلى هذا التوجه متحدين كي لا تكون هنالك حجج للدول الغربية بأنه لا توجد حكومة شرعية تجمع الكل الفلسطيني.