شبكة قدس الإخبارية

ماهو أكثر ما يخيف الاحتلال من عمليات الدهس؟

هيئة التحرير

خاص-قدس الإخبارية: نفذ الشاب إبراهيم عكاري عملية الدهس الفدائية بمدينة القدس أمس والتي أسفرت عن مقتل ضابط بشرطة الاحتلال إصابة 13 إسرائيليا بينهم إصابات بحال الخطر الشديد، ردا على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى والمقدسيين، والتي أثارت غضبه بعد مشاهد الاعتداء على المرابطين داخل المصلى القبلي بالمسجد الأقصى أمس والنساء على مداخل الأقصى.

هذا الفعل من قبل الشاب عكاري، وقبله الشاب معتز حجازي الذي أقدم على إطلاق النار على أكبر المستوطنين تطرفا تجاه الأقصى "يهودا غليك" محاولا اغتياله، وقبله الشاب عبد الرحمن الشلودي الذي قام بدهس مجموعة من المستوطنين في المدينة المحتلة، يعكس أن كل ما يقوم به الاحتلال لمنع حدوث مثل هذه العمليات لا يردع الشبان المقدسيين عن تنفيذ هذه العمليات التي تؤلم المحتل وتصيبه في مقتل.

والمتتبع للعمليات التي جرت خلال العام الجاري، في القدس والضفة الغربية المحتلتين، يلحظ أن جميع هذه العمليات هي عمليات فردية نابعة من قناعة الشخص نفيه أنه قادر على تنفيذ هذا العمل البطولي ردا على ما يقوله به الاحتلال من أعمال تعسفية بحق الأهالي والمقدسات في القدس المحتلة، وبطبيعة الحال، ما يقوم به المستوطنون من اعتداء سافر على أقدس ما يملكه الفلسطينيون على هذه الأرض المقدسة، "المسجد الأقصى".

عملية الشاب محمد الجعابيص من جبل المكبر في القدس المحتلة، والذي هاجم بجرافته الخاصة حافلة للمستوطنين بأحد شوارع المدينة ما أدى لإصابة أحد المستوطنين بجراح بالغة، هذه العملية أثارت حفيظة أجهزة أمن الاحتلال لأنها لم تدرك لمرة واحدة ان هناك من يوجد بين ظهرانيها من يفكر بتنفيذ عملية مثل هذه العملية وفي هذا المكان، فهي لم تكن تملك ادنى معلومة عن نية الجعابيص تنفيذ هذه العملية.

ومما زاد من شعور هذه الأجهزة بالفشل، أن هؤلاء الشبان لديهم خلفيات سابقة في المشاركة بعمليات فدائية أو عمليات مقاومة للاحتلال ومنهم من أسر أو أحد أفراد عالاتهم، ولم تنتبه تلك الأجهزة إلى أن هذا البعد يمكن أن يكون له أثر في إحياء تلك الروح لدى هؤلاء الأشخاص للعودة للعمل المقاوم ردا على ما تنفذه أجهزة الاحتلال وأدرعه في المدينة المحتلة.

الشاب عبد الرحمن الشلودي، وهو أسير محرر تعرض لكافة أنواع الضفط والتعذيب خلال فترات اعتقاله المتعددة في سجون الاحتلال، اقدم في يوم 22 من الشهر الماضي على دهس مجموعة من المستوطنين في مدينة القدس، ما أدى إلى مقتل إسرائيلية وإصابة 6 آخرين بجراح مختلفة، قال عنه أحد قادة مخابرات الاحتلال أن هذا الشاب كان يخفي بداخله أمورا خطيرة كان من الواجب التنبه لها".

ونقلت القناة الثانية العبرية عن المسؤول بمخابرات الاحتلال قوله "إنه وطوال فترة اعتقاله المتكرر كان يظهر صلابة وتحديا كبيرا في كل مرة يتم التحقيق معه، وكان نعرف أنه يخفي بداخله معلوامت، لكن لم نستطع استخراجها، وفشلنا مرة أخرى في تحديد نوايا هذا الشاب، حتى أقدم على عمليته هذه".

وقبل أيام قام الشاب معتز حجازي وهو الناشط في حركة الجهاد الإسلامي على غطلاق النار على الحاخام "يهودا غليك" ما أدى لإصابته بجراح خطيرة، ليتبين لأجهزة الاحتلال الأمنية ان الشاب حجازي كان على مقدرة لتنفيذ عملية اغتيال بحق أبرز قادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو رئيس الحكومة، فهو يعمل في احد أخطر مؤسسات الاحتلال في القدس، لم يتنبه "الشاباك" إلى هذه القضية إلا بعد تنفيذ العملية، إلى جانب إدراكه أيضا أن حجازي أقدم على تنفيذ عمليته بدافع شخصي نصرة للأقصى وردا على اعتداءات المستوطنين بحقه.

وبالأمس لم يتمالك الشاب إبراهيم عكاري_ وهو شقيق أسير مبعد إلى تركيا لمشاركته بأسر وقتل أحد جنود الاحتلال_ نفسه من مشاهد الاعتداء على المصلين والمرابطين من الرجال والنساء في المسجد الأقصى من قبل فوات الاحتلال ومنعهم من الصلاة في المسجد، في حين يسمح للمستوطنين بالتجوال بحرية بداخل باحاته، فصعد إلى سيارته ودهس عددا من الإسرائيليين موقعهم بين قتيل وجريح، بعمل فردي أيضا، وهذه العملية تضاف إلى غيرها من العمليات التي باتت تؤرق أجهزة الاحتلال لأن مكان ووقت وطبيعة حدوثها غير متوقعة من قبل شخص أيضا غير متوقع".

هذه العمليات وغيرها باتت بالفعل تؤرق أجهزة الاحتلال، فالإقدام على تنفيذ هذه العمليات بحسب الإعلام العبري لا يحتاج سوى فكرة تختمر في الرأس خلال 5 دقائق، ويتخذ القرار في لحظتها بالموافقة على تنفيذها من قبل الشخص نفسه الذي بالحتم يكون هو المدبر وهو المنفذ في آن واحد، ليضع أجهزة الاحتلال الأمنية في حيرة ويصيبها بحالة شلل تام".