شبكة قدس الإخبارية

مؤتمر إعمار غزة.. هل من داع للخوف من أمواله؟

هيئة التحرير

غزة-قدس الإخبارية: بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة ، تتعالى الصيحات منذرة بالمخاوف مصحوبة بالرجاء فهذه غزة مصابة بإصابات عدة لا تمتلك إلا الدعاء والتمني

مرّ شهر وبضعة أيام على إبرام التهدئة، ولما يدخل غزة شيء من مواد الإعمار الرئيسة كالإسمنت والحديد، وكلما مرت الأيام تزداد قسوة الحياة على المتضررين من الحرب الأخيرة، وتزداد احتمالات تجدد القتال مرة أخرى خروجاً من الألم، فما هي هذه الاحتمالات وما حجم هذه المخاوف؟

شبكة قدس الإخبارية سلطت الضوء على هذه التساؤلات التي تحملها قضية "إعادة الإعمار" من ناحية سياسية واجتماعية.

مخاوف مبررة

في سياق متصل أفاد القيادي في حركة حماس يحيى موسى أن "المخاوف المصاحبة لهذا المؤتمر وما يشوبه من عدم وضوح لآلية الإعمار وعدم وجود جدول زمني لعملية البدء بالإعمار مرتبطة بالجو العام وعدم تحقيق الشراكة السياسية الفعلية وعدم وضوح الآليات الدولية المتبعة بخصوص إعادة الإعمار ناهيك عن عدم ضمانات بالتنفيذ على الأرض، وهي مخاوف مبررة".

ولفت موسى إلى أنه في ظل عدم وجود استقلال وبقاء فلسطين تحت الاحتلال فلا ضمان فعلي بعدم معاودة الحرب أو التعرض لإعادة هدم ودمار مستقبلاً.

وقال موسى "إن التهدئة موجودة حاليا بشكل مطمئن نوعا ما -لا ينذر بعودة اقتتال قريب-، وبما يسمح بإعادة الإعمار وعودة حياة الناس كما كانت قبل الحرب الأخيرة". مؤكداً على دور الحكومة والحركة في تذليل العقبات ورفع الذرائع التي تحول دون مطالب الشعب الفلسطيني".

ضمانات شبه مستحيلة

في السياق ذاته قال المحلل السياسي هاني البسوس إن "وجود ضمانات تهدئة شاملة وعدم معاودة الدمار عملية صعبة إن لم تكن شبه مستحيلة"، مضيفاً أنه "لا عهد لمحتل والدليل وجود ثلاث حروب في ست سنوات".

وأشار البسوس إلى أن الدول المانحة ليس لها يد في الضمانات أو العقاب، فهي تمارس دورها في المنح المالي والعطاء للإعمار دون التدخل في سياسات على الأرض قد تفيد بضمانات عدم المعاودة.

ويرى البسوس أن المخاوف جلها تبقى مرتهنة بعدم الوضوح في السياسات والأولويات ناهيك عن الأمور التفصيلية من " دخول مواد البناء وتعهدات المانحين وابتزاز إسرائيل وإمكانية تطبيق الوعود بشكل عام".

وطالب البسوس المجتمع الدولي بالتدخل لإجبار " إسرائيل" على احترام الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان والعمل على ضمان تحقيق تهدئة شاملة تحقق ضمانات عدم الهدم .

معاول هدم واختراق للمقاومة

من جهته حذر المفكر السياسي أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الدكتور عبد الستار قاسم عن خشيته من أن تكون أموال إعادة الإعمار التي تم الإعلان عنها أمس الأحد في مؤتمر إعادة الإعمار الذي التأم في العاصمة المصرية القاهرة، "معاول هدم واختراق للمقاومة الفلسطينية ليس إلا".

وشكك قاسم في تصريحات لوكالة "قدس برس"، في الأهداف التي من أجلها سيتم دفع الأموال إلى الفلسطينيين، وقال: "هذه الأموال التي تم الإعلان عنها في مؤتمر إعادة إعمار غزة، هي أموال لاختراق غزة من خلال مجالس الإعمار وقدومهم إلى غزة واختراقهم لكل الأماكن، ومن خلال الأموال أو ما سيصاحبها من تلاعب، بحيث تصبح غزة كالضفة، وبالتالي هذه أموال لتخريب غزة واختراق المقاومة، نحن لا نريد تبرعات ولا نريد مؤتمرات تشارك فيها أمريكا، ما نريده هو رفع الحظر عن حركة الأموال من وإلى قطاع غزة، أما الأموال المسمومة فسلبياتها أكبر بكثير من منافعها".

على صعيد آخر قلل قاسم من الرهان على استمرار حكومة التوافق الوطني، وقال: "نحن في الساحة الفلسطينية نحتاج إلى حكومة وحدة وطنية وليس إلى مصالحة هي عبارة عن تقبيل لحى، هذه المصالحة الأخيرة وضعت "حماس" في اتفاقية "أوسلو"، وهي اتفاقية لن ترضى عنها قواعد "حماس" والمقاومة، ولذلك فهي مصالحة مؤقتة ولن تدوم طويلا"، على حد تعبيره.