غزة: وصل رئيس الوزراء الفلسطيني لحكومة التوافق رامي الحمد لله مع وزرائه إلى قطاع غزة اليوم، في إطار عقد جلسة وزارية في القطاع، تأكيدا على وحدة الحكومة والوطن، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة بالتعاون مع حرس الرئاسة التابع لسلطة رام الله وقوى الأمن في غزة.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لأعضاء حكومة التوافق منذ توليها مهامها قبل ثلاثة أشهر وعقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث زار الحمد لله ووزرائه المناطق المنكوبة وتفقد أحوال الناس فيها.
ولم يغب التفاؤل الحذر عن المواطنين الذين استقبلوا الوفد الوزراي، إلا أنهم يأملون في الوقت ذاته أن تكون هذه الزيارة بداية مرحلة جديدة لاستكمال إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
أم محمد أبو القمبز (60 عاما) من حي الشجاعية استقبلت الوفد الوزاري الذي زار منزلها بالدموع، وهي تريهم ما خلفته الآليات الحربية الإسرائيلية من دمار لمنزلها الذي سوي بالأرض تماما بعد أن كان مبنيا على خمسة طوابق يضم 60 فردا من عائلتها المكونة من أبنائها وزوجاتهم وأطفالهم.
وتقول أم محمد لشبكة قدس:" هذا الدمار بحاجة لسنوات إعمار، ولن يتم إذا لم نتوحد"، داعية الحمد لله إلى ضرورة النظر بعين المصلحة الوطنية لكافة شرائح المجتمع بغض النظر عن تنظيماتهم أو انتماءاتهم "لأننا بالنهاية كلنا شعب واحد وعدونا واحد"، تقول أم محمد.
وتهدف الزيارة بالدرجة الأولى والأخيرة إلى إعادة اعمار غزة، وحشد التأييد الدولي سياسيا وماليا في مؤتمر إعادة الاعمار المزمع عقده يوم الأحد المقبل في القاهرة وإنجاحه، وفق تأكيد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إيهاب بسيسو، مشيرا إلى أن مرحلة جديدة ستشهدها القضية الفلسطينية، بعد إعادة إعمار غزة الذي دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة عليه.
وقال بسيسو في تصريح خاص لشبكة قدس:" مشهد الدمار الذي نحن نتوسطه الآن لا يزيدنا إلا إصرارا وعزيمة على معالجة كل القضايا من أجل إعادة إعمار القطاع، ونؤكد أن حكومة الوفاق ماضية من أجل بناء مستقبل جديد لأبناء شعبنا بمساعدة كافة الفصائل الفلسطينية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تزور فيها حكومة الوفاق القطاع، عقب الحرب الإسرائيلية التي استمرت ل51 يوما قضت خلالها على كافة مناحي الحياة، وشردت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بعد هدمها منازلهم كاملة وتسويتها بالأرض.
لكن حكومة الحمد لله لم تكن بمعزل عما يجري بالقطاع، ووصولها للقطاع اليوم هي رسالة واضحة عن وحدة الكل الفلسطيني في شطري الوطن، وستصل كاملة للمانحين في مؤتمر إعادة الاعمار الذي سيعقد في القاهرة يوم الاحد المقبل، وفق قول بسيسو.
وتطرق بسيسو إلى جدول أعمال حكومته في غزة فقال:" جدول الأعمال الحالي هو غزة فقط ولا شيء آخر غيرها، وسنتوجه للقاهرة لإعادة اعمارها باكتساب الحشد الدولي على المستوى السياسي والمادي من أجل تحقيق ذلك"، مشيرا إلى أن الشعب بحاجة لرفع الظلم عنه بشكل كامل.
وكان الحمد لله قد أعلن خلال مؤتمر عقده على مدخل معبر بيت حانون شمال القطاع عن طي صفحة الانقسام، وأن الحكومة والشعب أمام واجب وطني ومهمة وطنية سيتم حشد كافة الإمكانيات والطاقات من أجل إنجاح الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن أهم أولوياته إعادة الحياة الطبيعية لقطاع غزة.
وزار الحمد لله مع وزراء حكومته المناطق التي تم استهدافها في العدوان الإسرائيلي الأخير، في مقدمتها بلدة بيت حانون شمال القطاع، وحي الشجاعية، شرق القطاع، وبلدة خزاعة جنوب القطاع، حيث استقبل من قبل الأهالي بالمصافحات الحارة.
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن زيارة حكومة التوافق ما هي إلا زيارة بروتوكولية لن ينتج عنها الكثير من الإنجازات، فهي بالنسبة له فقط من أجل تسجيل حضور لحكومة تأخرت 3 شهور، آملا أن تؤسس لمرحة قادمة تستطيع إنهاء كافة آثار الانقسام.
وقال الصواف لشبكة قدس:" على الحكومة التعامل مع القطاع على انه جزء من الكل الوطني، وتوقف سياسة التمييز العنصري بين غزة والضفة وتجد حلا جذريا لكافة القضايا العالقة، في مقدمتها قضية رواتب موظفي غزة الذين يعانون الأمرين من عدم تلقيهم رواتبهم".
أما الكاتب والمحلل السياسي محمد حجازي فيرى أن معوقات قد تحول دون إنجاح مساعي الزيارة، ويمكن الخروج من هذه الأزمة بوضع خطة وطنية شاملة تعمل على حل كافة المشاكل، وأهمها وحدة الموظفين بين غزة ورام الله، ووحدة النظام الوظيفي ودمج عناصر حماس في النظام الوظيفي دون تمييز وذلك وفق لجنة لوضع معايير الموظفين المقبولين.
وأشار حجازي إلى ضرورة تمهيد الطريق أمام حكومة التوافق من أجل بسط سيطرتها على القطاع، والمباشرة في إعادة الإعمار وإعادة الحياة الطبيعية إلى المواطنين كافة، منوها إلى أن الشعب في حالة انتظار من أجل استعادة كافة حقوقه التي سلبت منه سواء من الاحتلال أو حتى الانقسام الفلسطيني.