شبكة قدس الإخبارية

"الجـيوبوليتيك" مصطلح رافق الدول الاستعمارية أكثر من غيرها.. ماذا يعني؟

هيئة التحرير

"الجيوسياسة" مصطلح تقليدي ينطبق في المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، ولكنه تطور ليستخدم على مدى القرن الماضي ليشمل دلالات أوسع، وهو يشير تقليديًا إلى الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي.

وتسعى الدول من خلال "الجيوسياسة" إلى دراسة تأثير الأرض (برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها) على السـياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي أضاف إلى" الجيـوبوليتيك" فرع الجيـو استراتيجيا.

المفكر السويدي "رودولف كجلين" أول من أستخدمه مطلع القرن الميلادي الماضي وعرّفه بأنّه “ البيئة الطبيعية للدولة والسلوك السياسي “ بينما عرّفه مفكر آخر جاء بعده يدعى "كارل هوسهوفر" بأنّه "دراسة علاقات الأرض ذات المغزى السياسي، بحيث ترسم المظاهر الطبيعية لسطح الأرض الإطار "للجيوبوليتيكا" الذي تتحرك فيه الأحداث السياسية “.

وكان "أدولف هتلر" أوّل من استعمل نظريّات "كجلين" وعمل على تطبيقها فقد صارت تمثـّـل "الجيوسياسة" دعامة للسّياسة الخارجيّة النـّـازيّة يعبـّـر عنها بمصطلح "lebensraum" الذي يعني المساحة الحيويّة من أجل العيش.

وقد لعب السياسي الأمريكي"هنري كيسـّـنجر" دورا بارزا في إحياء "الجيوسياسة" طوال السـّـبعينات من القرن الماضي لكنّه عرّفها بأنـّـها "لعبة تحقيق التـّـوازن في القوّة والسـّـياسات يضطلع بها اللاّعبون على الخارطة السّياسيّة العالميّة".

ومن التعريفات المهمة لمصطلح "الجيوسياسية" عند الغربيين أنها عبارة عن “ الاحتياجات السياسية التي تتطلبها الدولة لتنمو حتى ولو كان نموها يمتد إلى ما وراء حدودها “ ومنها أيضا ً دراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية للدولة.

تطور علم "الجيوبوليتيقا" في القرن التاسع عشر. وذلك بسبب الحروب التي نشبت بين الدول الأوروبية إما بسبب خلافاتها على المستعمرات أو على أراضي الدول الأوربية نفسها.

هذا وشهدالقرن العشرين إهتماماً لافتاً ب"الجيوبوليتيقا"؛ إبان الحرب الباردة حيث استـُعملت "الجيوبوليتيقا" لوصف صراع عالميّ مستمرّ بين الرّأسماليّة والمعسكر الشـّـرقيّ إلى أن سقط الاتـّـحاد السّوفييتي سنة 1991.

وتتخذ الدول الاستعمارية علم "الجيوسياسة" لدراسة المناطق التي تنتوي السيطرة عليها، وذلك من خلال التمهيد والتبرير للتوسع بحجة إيديولوجية عقائدية وسياسية كانت أم دينية، كما قد يكون بدوافع قومية عنصرية كالنازية والفاشية والصهيونية، أو قد يكون أخيرا بدوافع استعمارية نفعية كالرأسمالية.

المصادر: ويكبيديا، المركز العربي للدراسات المستقبلية، الحوار المتمدن