شبكة قدس الإخبارية

"البروباغندا" كلمة نسمعها كثيرا فما معناها ؟

هيئة التحرير

تعرف "البروباغاندا" بدعاية موجهة أحادية المنظور لتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص، والهدف منها تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية، فهي سياسيا تعني الترويج واقتصاديا تعني الدعاية ودينيا تعني التبشير.

وتعود أصول المصطلح إلى اللاتينية" بروباغاندا " بمعنى نشر معلومات مضللة، حتى تطورت بمعناها الحالي في الحرب العالمية الأولى، لتستخدم في الدعاية السياسية والحربية.

[caption id="attachment_49521" align="aligncenter" width="380" class=" "]دعاية فرنسية من الحرب العالمية الاولى تظهر قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني وهو يعض العالم دعاية فرنسية من الحرب العالمية الاولى تظهر قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني وهو يعض العالم[/caption]

في المرحلة الاغريقية كانت الدعاية تنحصر في السياسة الداخلية بإقناع الخصوم السياسيين والمفكرين، بينما كانت في السياسة الخارجية تعني خلق (صورة للعدو) من اجل توحيد الصف الشعبي من خلالها والاستفادة في تأجيل الكثير من المطالب الملحة للشعب، ومن أجل منح الشرعية للحروب ولتحقيق الاطماع التوسعية واقامة الإمبراطوريات، فالهيمنة والاحتلال والانقلابات السياسية جميعها تبحث عن الشرعية وعن التمويل ولا يمكن ذلك بدون الدعاية، كما يؤكد "برهان شاوي".

أما في العصر الحديث، استعملت كلمة "البروباغاندا" خلال حرب الثلاثين عاماً التي شهدتها أوروبا ما بين الأعوام (1618 – 1648)، فخوفاً من انتشار أفكار "مارتن لوثر" تشكلت لجنة كنسية للدعاية، وعندما قامت الثورة الفرنسية امتلكت الصحافة سلطة جبارة في التأثير على الجماهير، ما دفع السياسيين لاستخدامها كوسيلة أساس في الصراع السياسي.

[caption id="attachment_49522" align="aligncenter" width="387"]استخدام الكاريكتورات السياسية الساخرة لغرض رفع معنوية الأمريكيين في زمن الحرب العالمية الثانية استخدام الكاريكتورات السياسية الساخرة لغرض رفع معنوية الأمريكيين في زمن الحرب العالمية الثانية[/caption]

وفي الحرب العالمية الأولى، أستخدمت "البروباغاندا" كفعل سياسى معاصر فى الولايات المتحدة على يد الرئيس" وودرو ويلسون"، حيث شكل ويلسون الملتزم بخوض الحرب لجنة «كريل» من أجل العمل على تحويل الجمهور الواسع الذى كان يجنح للسلم إلى موقف مساند للحرب.

وفى خلال 6 شهور، حولت اللجنة الرأي العام الأمريكي المسالم إلى «إلى كتلة سكانية هيستيرية متعطشة للحرب، تريد تحطيم كل شيء ألمانى وتمزيق الألمان من حشاياهم، والذهاب للحرب لإنقاذ العالم»، على حد وصف المفكر الأمريكى" نعوم تشومسكى" فى كراسه «السيطرة على الإعلام» صادر سنة 1991.

أدولف هتلر، وصف "البروباغاندا "بالفن، "لفهم الأفكار العاطفية لدى الجماهير العظيمة وإيجاد الطريق ــ من خلال الشكل الصحيح نفسيا ــ إلى انتباه ومن ثم قلب الجماهير العريضة".

[caption id="attachment_49523" align="aligncenter" width="386" class=" "]ملصق خاص بالحرب يدعى نستطيع فعل ذلك استخدم لتشجيع العمال في وستنجهاوس للمحافظة على الإنتاج الحربي ملصق خاص بالحرب يدعى نستطيع فعل ذلك استخدم لتشجيع العمال في وستنجهاوس للمحافظة على الإنتاج الحربي[/caption]

أما وزير النازية جوزيف جوبلز يعرف " البروباغاند"، " استخدام المعلومات التى هى على الخصوص ذات طبيعة منحازة أو مضللة من أجل الترويج لقضية سياسية أو وجهة نظر".

ويرى "ديفيد ويلش"، في كتابه «الرايخ الثالث.. السياسة والدعاية»، "أن هناك مفهومين مغلوطين بخصوص مصطلح "البروباغاند"، الأول هو أن المصطلح لايتعلق فقط بتغيير المواقف والاتجاهات والأفكار، وأنما هو معني بالأساس تأكيد اتجاهات ومعتقدات موجودة بالفعل من أجل تركيزها وتشذيبها".

وتابع "ويلش"، عن المفهوم المغلوط الآخر الذي يرى " أن الدعاية تتشكل فقط من أكاذيب وتزييف، بينما في الحقيقة « الدعاية تشتغل بمستويات مغايرة من الحقائق: الكذبة المباشرة، نصف الحقيقة، والحقيقة خارج السياق».

المصدر: ويكيبيديا، مصادر أخرى