خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد حصار مميت استمر لثماني سنوات أكل الأخضر واليابس، وبعد حالة البطالة التي كانت تزداد وتستفحل في صفوف الشباب الفلسطيني، شعر بعض الشبان في القطاع بضيق الحال وانعدام الحيلة والإحباط، فتسللت فكرة الهجرة الى أوروبا الى عقول بعضهم لإنقاذ أحلامهم ومستقبلهم من تحت ركام الحياة المدمرة فى القطاع.
شبكة قدس وصلت لعدد من هؤلاء الشبان الذين نزحوا عبر البحر لأوروبا وعددهم 25 شابا من غزة إلى الإسكندرية، في رحلة كانت تكتنفها المخاطر من كل صوب، كادت ان تودي بحياتهم في كثير من الاحيان.
[caption id="attachment_47797" align="aligncenter" width="306"]
أحد الشبان تحدث عن رحلة الهجرة بالقول "توجهت برفقة عدد من الشباب من غزة إلى الإسكندرية بعد أن قمنا بالاتصال مع أحد المهربين لتهريبنا إلى أوروبا، فطلب منا المهرب مبلغ 3500$ عن كل شخص، حيث اتفقنا معه على خطة لتهريبنا عبر البحر من خلال سفينة صغيرة تسلمنا لباخرة كبيرة واّمنة بعد أن نتوغل في البحر مسافة 10 أميال".
وأضاف "ركبنا نحن 370 شخصا من جنسيات مختلفة سفينة صغيرة ومهترئة لا تتسع الا لخمسين شخصا فقط، وبعد مسيرة يوم من الإبحار انقلبت بنا السفينة بسبب الازدحام داخلها وفقدانها لتوازنها، وعمل المهربون على إنقاذنا جميعا، وبعد مسيرة نحو يومين ونصف انقلبت بنا السفينة مرة أخرى".
وأضاف "للأسف غدر بنا المهربون في عرض البحر وهربوا وتركونا لوحدنا نصارع الموت والأمواج المتلاطمة، ومن حسن الحظ مرت علينا باخرة شحن كبيرة فاستغثنا بها فعمل طاقمها على انقاذنا جميعا، وأكملت الباخرة مسيرها في البحر الى أن رست في ميناء جزيرة مالطا، حيث استلمتنا الشرطة هناك".
[caption id="attachment_47798" align="aligncenter" width="480"]
ضرب وتعذيب واهانة
وأكمل الشاب حديثه بالقول "تم تجميعنا نحن الـ 370 شخص في معسكرات مغلقة لا ترقي للمستوى الانساني منذ سبعة أيام، وعاملونا بكل وحشية وهمجية حيث تعرضنا للضرب والتعذيب والإهانة والشتم والسخرية يوميا لإجبارنا على "التبصيم" في مالطا ونحن نريد أن نبصم في السويد، كما قامت الشرطة بتجريدنا من أموالنا ومقتنياتنا".
وأكد على "أن المهاجرين شرعوا بإضراب عن الطعام للضغط على السلطات في مالطا لتحسين ظروفهم ومنحهم الحق في اللجوء السياسي في أوروبا".
ويناشد النازحون المؤسسات الدولية في العالم والصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الانسان التدخل الفوري لحل قضيتهم الانسانية وتحسين أوضاعهم في مالطا ومنحهم الحق في اللجوء السياسي في أوروبا.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر حقوقية أن عشرات الهاربين والذين علقوا في مطار القاهرة كانوا يعيشون ظروفا إنسانية صعبة، خلال العدوان على قطاع غزة، وكانت السلطات المصرية تمنعهم من الخروج من المطار وتمتنع من الرجوع إلى الأماكن التي قدموا منها.