نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية ما قالت إنه محضر اللقاء الذي جرى بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة بحضور أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني.
وبحسب المحضر الذي نشرته الصحيفة فإن اللقاء كان ساخناً، وتخلله الكثير من الانفعال والعصبية حول موقف حركتي فتح وحماس من الأحداث، وخاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
اللقاء الذي بدأ فرديا بين الرئيس محمود عباس والوفد المرافق له مع أمير قطر، تخلله عتاب من عباس حول تصرفات حركة حماس، وحول التقارير العبرية التي قالت "إن الحركة تعد لانقلاب على السلطة الفلسطينية"، حيث زعم جهاز "الشاباك" الإسرائيلي أنه "اعتقل 93 قياديا وعنصرا من حماس أعدوا خطة لتنفيذ عمليات ضد "إسرائيل" مما سيجر الضفة إلى الفوضى، وانقلاب الأمور على السلطة الفلسطينية".
كما عاتب الرئيس عباس أمير قطر على مواقف حماس من العدوان على غزة، وانفرادها في قرارات الحرب ضد الاحتلال، وامتناعها عن الموافقة على المبادرة المصرية التي طلبها عباس من مصر.
وكشف الرئيس عباس أن رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي قد زاره في مقر المقاطعة في رام الله خلال العدوان على غزة، وأطلعه على "مخطط حماس للانقلاب عليه".
الرئيس عباس قال إنه "إذا كانت أميركا تريد حلا فلتوافق على دولة فلسطينية في حدود 67، وعاصمتها القدس، وخلال شهرين أو ثلاثة على ترسيم الحدود، ثم نتفاوض على بقية النقاط، إذا لم يوافقوا سنوقف التنسيق الأمني والتعاون مع "إسرائيل"، ونطلب من نتنياهو أن يأتي لتسلّم السلطة، ويرجع الوضع إلى ما كان قبل أوسلو".
وحول العلاقة مع حركة حماس قال الرئيس عباس في اللقاء: “علاقتنا مع حماس، منذ مجيء السلطة وهم يعملون لإفشالها وإسقاطها، عرفات دعاهم للمشاركة في السلطة وانتخابات 1996 رفضوا وقالوا الديمقراطية حرام لأنها حكم الشعب، ونحن نريد حكم الشرع، بيعطوا فتاوى على كيفهم، وبيستخدموا الدين لخدمة أهدافهم، (...) ذهبنا إلى الكعبة، وأقسمنا على التمسك بالوحدة الوطنية، وبعد ثلاثة شهور انقلبوا على السلطة، حتى الآن كلما تحدثت عن مشعل أمام الملك عبد الله يقول لي: "هذا مشعل كذاب."
كما أتهم الرئيس عباس خلال اللقاء حركة حماس بالانقلاب على السلطة الفلسطينية بالتعاون مع محمد دحلان في غزة، وأن العلاقة ما زالت بينهم موجودة ويخططون للانقلاب الثاني مع بعضهم".
ماذا كان رد حماس؟
بدوره نفى مشعل – بحسب المحضر أيضاً – أن تكون حماس تخطط لانقلاب في الضفة الغربية، وقال موجهاً كلامه للرئيس عباس: "آسف أن تكون مصادر إسرائيل هي التي تعتمد عليها في تقييم الأمور، أنا بقول أمام سموّ الأمير وأمام قطر الرواية كاذبة مليون بالمائة، شكّلوا لجان تحقيق، وقطر تشارك فيها، ولو ثبت أي شيء منها فأنا مستعد أن أعلن بشجاعة الاعتذار للسلطة أمام الجميع، لكن إن ثبت كذبها أريد أن يخرج أبو مازن ويعلن ويقول إسرائيل كاذبة".
وتابع: "عندما التقينا هنا المرة الماضية أبلغتك أننا نعترض على المبادرة المصرية، وما زلنا، وليس لدينا اعتراض على الدور المصري، وحماس لا تريدكم طربوشاً، نريد الشراكة، نحن لا ننتظر أحداً، لا عربي ولا غيرو، الرسول أعطانا الضمانة عندما قال «لا يضرّهم من عاداهم»، ونحن أوفياء مع كل من يدعمنا، شرحت لك قضية دحلان أكثر من مرة، وخسئ أن يضع أحدنا يده بيديه، أما أن الإمارات ترسل مساعدات عن طريقه فأهلا وسهلا، فأنت تعرف أن أهل غزة في مجاعة...".
تأكيدات إسرائيلية
بدورها أكدت الإذاعة العبرية أن لقاءً جرى بين الرئيس محمود عباس ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" في رام الله، حيث أطلع الأخير الرئيس عباس على ما قال إنه " مخطط حركة حماس للانقلاب على السلطة الفلسطينية".
وأضافت الإذاعة أنه خلال اللقاء ناقش كوهين مجريات لقاء عباس مع رئيس حركة حماس "خالد مشعل", وحذر كوهين عباس "من كذب وخداع حماس"، على حد زعمه.
للاطلاع على المحضر كاملا