شاهدنا صور حرق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية عبر وسائل الإعلام المختلفة فى ردّ الفعل الوحيد الذى يستطيع الفلسطينيون به التعبير عن غضبهم وعن آرائهم في كافة مدن الضفة الغربية، وذلك نتيجة سياسات أمريكا اتجاه فلسطين والقضية الفلسطينية وسياسات "راس الحية" وهي امريكا في دعمها للاحتلال الصهيوني بكافة الأساليب والطرق المتعددة. ولكــن ... ماذا بعد وضع الأعلام الإسرائيلية على مدخل المخيم؟
بالتأكيد كلنا يعلم الإجابة المتوقعة لهذا السؤال وهو بالضبط ما حدث مع الاعلام الامريكية من حرق وتشويه ووضع عليها الأحذية وهذا يعتبر تعبيرا شرعيا للرأي في ضمن السياسات التي لا نعرف ما هي في دولتنا المخصية، ويبدو ان اطفال المخيم يذكرون مذابح إسرائيل الوحشية فى دير ياسين وقانا ومخيمات اللاجئين الفلسطينين على مدار فترات الإستعمار الصهيونى للأراضى الفلسطينية ويعلقون الاعلام الإسرائيلية على مدخل المخيم بجانبها أحذية اللاجئين.
دعوني أتذكر سياسات الأحزاب في محاربة التطبيع والتصدي للاحتلال بالبندقية والرجوع إلى الخلف والسكون وإنتظار اعتقال احد السياسيين او المقاتلين من أي حزب طبعا الاعتقال يكون من اجهزة السلطة ليست من الاحتلال لان اعتقالات الاحتلال لا نستطيع محاربتها، الاحتلال اقوي منا ونحن نحاربه وولا ننكر اننا في صراع أزلي معه حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
هنا اعود لموضوع الاعتقال السياسي وغير السياسي للأفراد من الأحزاب الفلسطينية التعيسة التي لا تستطيع حل مشاكلها الداخلية وغيرها من المشاكل الصغيرة ولا حتى المدافعة عن أفرادها المعتقلين لدى السلطة ولا حتى السؤال العابر عنهم ..////. . دعوني أعيد سؤالي عليكم ماذا بعد وضع وتعليق الأعلام الإسرائيلية على مدخل المخيم؟
نعم نحن نكره إسرائيل ولا نعترف بها، وحق العودة حق مقدس ولا تنازل عنه، لكن هل هذا التوقيت المناسب للتصرفات الصبيانية باسم تنظيمات كبيرة ولها تاريخ عريق في الكفاح المسلح والنضال الوطني؟ أم أن هناك سياسات خارجية تود اللعب على وتر هذه التنظيمات لإثارة المشاكل داخل المخيم؟ أم ان المخيم لم يعد مخيما مترابطاً كما كان؟ أم هناك من يود اقحام الاطفال وهم يرتدون حطات تعبر عن فصيل معين لتورطيه في مشاكل مع الاجهزة الامنية الفلسطينية أم ان سياسات الاحتلال نجحت بالدخول في العلاقات الاجتماعية في المخيم ؟ اشعر وان المخيم تفتت لعدة أشلاء صغيرة وان الصبية والأولاد يتحدثون باسم التنظيمات وكأنها غير موجودة!
إن حرق العلم الإسرائيلي واجب وطني أما تعليق العلم الإسرائيلي على مدخل المخيم حتى ولو بجانب الحذاء، فهو من وجهة نظري الشخصية مرفوض ولا يعبر عن معاناة المخيم ولا عن حق العودة ولا عن القضية المسلوبة إطلاقا عن تعليق الإعلام الإسرائيلية بهذه الطريقة وحتى لو كنتم تعتقدون أنكم تهينون الاحتلال بها فلها أبعاد خطيرة تؤثر على مستقبل شبابنا وأطفالنا.
وأنا هنا لا أدين ولا أبرىء أحدا بخصوص رد فعله الإنفعالي اللحظي الذى تتعامل معه حكوماتنا بإحترافية شديدة فهي تسمح لجميع الشعب بالتظاهر ضد زيارة اوباما بشرط ان يكون سلمياً طبعاً والسلمية لديهم ان تكونوا بعيدين عن مجرى اعين الرئيس الامريكي "الكندرة" اوباما.
ويبدو أن حرق وتشويه الاعلام الامريكية على مدخل المخيم في تظاهرة سلمية وتعبيراً عن الرأي كان له ضجة واسعة في الأوساط المختلفة ولا سيما أنها ردة الفعل الوحيدة بالمنطقة على زيارة اوباما لبيت لحم .
اسئلة تتداول في راسي إذا كان وضع الإعلام من طرق التعبير والرفض على زيارة اوباما لماذا لماذا لم يتم حرقه مثل العلم الأمريكي ؟ وان حرق العلم الإسرائيلي علم الاحتلال هو واجب وطني ! لماذا في هذا التوقيت بالذات تم وضعها بهذه الطريقة ؟ أليس حرقها أفضل من تعليقها ؟ منذ متى نعلق الإعلام الإسرائيلية على أبواب مخيماتنا ؟ منذ متى نعبر فيها عن رفضنا لسياسات أمريكا ؟ هل نسينا أن هذا العلم يرمز للاحتلال الذي هجرنا وقتلنا واعتقلنا ؟ هل نسينا أن أمريكا هي أمريكا رأس الحية؟
هل هذه الطرق من التعبير موجودة في قاموسنا الوطني والنضالي؟ هل تخلينا عن طرق الدفاع عن حقوقنا ولحقنا أساليب المطبعين الرافضين للانتفاضة والثورة المسلحة ؟ هل أصبحنا سلميين !! نبحث عن طرق التعبير السلمية اللاعنفية؟
على قيادات التنظيمات السياسية والثورية واليسارية المثقفة الانتباه والتركيز فيما يحدث جيداً ودراسة أبعاد ما يحدث جيداً .. لان السياسات الرافضة لمبدأ اليسار الفلسطيني كثيرة وتحاول زج اليسار في الكثير من المشاكل التي تلعب على أوتار الوطنية ! وعليه إيقاف الأعمال الصبيانية الفردية ومتابعتها.
ريما لم بفهم كلامي أحد غير من يعلم ... لكن فكرة وضع العلم الاسرائيلي حتى لو معه احذية او براز حيوانات هي مرفوضة تماما.