كتب شمعون شيفر في "يديعوت أحرونوت" اليوم، الجمعة، أنه "لا أحد يتوقع استعادة صور رابين وديان ونركيس يتجهون إلى ساحة البراق (حائط المبكى) في نهاية حرب 1967 باعتبار أنه في الحروب الصغيرة لا يوجد صورة انتصار، وبالتالي فكل واحد يختار الصورة التي تناسبه".
ويختار ما يعتبرها أكثر الصور "مأساوية" حسب رأيه تتمثل في إطلاق النار على مستوطنة "نيريم" والتي أسقطت ضابط الأمن ونائبه قتيلين قبل وقف إطلاق النار بوقت قصير.
وبحسب الكاتب فإن "نتنياهو" من جهته يسعى للدفع بصورته مع شريكيه وزير الجيش موشي يعالون، ورئيس أركانه "بني غنتس"، والذين وصفهم بأنهم "ثلاثة لم يحققوا شيئا".
ويضيف أنه في حال جرى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لفحص إدارة الحرب في قطاع غزة، فإنه يجب على أعضاء اللجنة أن يفحصوا أولا "كيف حدث وأن عرف نتانياهو ويعالون وغنتس أن حركة حماس تخطط لجر إسرائيل إلى حرب في تموز (يوليو)، وقدروا أن الحركة ستكرر ما حصل في "عامود السحاب" وأخطأوا بشكل فادح، وأنه لهذا السبب لم تنجح آلاف الغارات الجوية على أهداف في قطاع غزة في إسقاط سلطة حماس".
كما يضيف أن نتنياهو ويعالون وغنتس يكثرون من الحديث عن الضربة التي تلقتها حماس، ولكن في النهاية فإنه يوجد لدى حماس أكثر من 6 آلاف صاروخ، وأجهزة لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وذراع عسكري بكامل قياداته، وعدد غير معروف من الأنفاق الهجومية.
ويضيف أنه "إذا كان الأمر كذلك، فإن السؤال الكبير هو "على ماذا حصلت إسرائيل؟، والجواب هو عشرات القتلى ومئات الجرحى وأضرار بمليارات الشواقل، وهروب جماعي من مستوطنات غلاف غزة، وأضرار لصورة إسرائيل".
وبحسب الكاتب فإن سبب عدم حصول الاحتلال على أي شيء هو أنه لم يطلب شيئا، حيث لم يطلب نزع أسلحة قطاع غزة، ولا إزالة الأنفاق الهجومة، وإنما الهدوء، في حين أن المجتمع الدولي يتجند الآن لإعادة إعمار قطاع غزة. وهنا يتساءل: "من سيدفع مقابل الأضرار التي وقعت لإسرائيل؟ والجواب هو الإسرائيليون من خلال رفع الضرائب وتقليصات في وزارتي الصحة والمعارف".
ويتابع الكاتب أن نتنياهو، ولكي يعزز الشعور باليأس، فطن بالأفق السياسي في الأيام الأخيرة من الحرب، كأنما هناك أمل بأن يتولى أبو مازن القيادة في قطاع غزة بدلا من خالد مشعل، ولكن مثلما يحصل دوما، فهو اضطر للقبول بريفلين رئيسا خلافا لرغبته، واضطر لقبول عميدة بنك إسرائيل خلافا لرغبته، ويبدو أنه سيضطر لإجراء مفاوضات بشأن تسويات مع خالد مشعل سواء رغب بذلك أم لم يرغب.
وفي هذا السياق يقول: "إن نتنياهو سيحاول مرة ثانية بذل كل الجهود للتهرب من الحاجة لمواجهة المعادلة التي سيضعها أمامه المجتمع الدولي، بشأن الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل".
وينهي مقالته بالقول "إن الجزء الأسوأ من قصة النهاية لنتنياهو هو "أننا دخلنا إلى حالة من عدم الوضوح الخطير، فإذا كانت الاستخبارات العسكرية ستعرض على نتنياهو ويعالون بعد أسبوعين معلومات تشير إلى أن حركة حماس جددت عملية حفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ، فهل ستقر إسرائيل بأنها تفضل الحفاظ على الهدوء وضبط النفس؟".