شبكة قدس الإخبارية

عادات رمضانية فلسطينية تهدد صحة الصائمين

أحمد يوسف

خاص شبكة قدس – تكرر العائلات الفلسطينية في كل رمضان عادات دورية، تحمل معها تغييرات جذرية في حياتهم طوال الشهر الفضيل.

ويبدو اختلاط أصناف الأغذية ودخول بعض المواد الغذائية كمواد أساسية في رمضان، أكثر هذه العادات جدلا، في ظل اختلاط معتقدات المواطنين حول هذه المواد واستخدامها، ما يجعل صحتهم عرضة للخطر.

حلويات يومية

ويشير رصد بسيط أجرته "شبكة قدس" في مناطق السلطة الفلسطينية، إلى أن معظم الأسر الفلسطينية تأكل أغذية تحتوي على الزبدة والسمنة والقطر بشكل يومي، بالإضافة للعصائر الطبيعية وأبرزها التمر هندي والخروب والليمون، والتمر والفواكه والمكسرات.

وبين الرصد أن غالبية الأسر تعتبر القطايف وجبة الحلويات الأساسية في رمضان، ويكون تناولها في فترات متفاوتة بين الإفطار والسحور، فيما يتناول البعض منهم الكلاج يوميا، ويتناول البعض الآخر البرازق بشكل يومي.

وتعتبر الكنافة والبقلاوة صنفي الحلويات الأساسيين في العزائم الرمضانية لدى أغلب العائلات، والتي لا تخلو في الوقت ذاته من عصائر مختلفة أبرزها "تمر هندي والخروب".

وتعلق أخصائية التغذية شروق المالكي بأن دخول هذه الأغذية كنمط حياة خلال شهر كامل، يمثل تهديدًا حقيقيا على صحة الصائمين.

وتوضح في حديث لشبكة قدس، أن القطايف والكلاج والبقلاوة تحتوي على نسب عالية من الدهون المهدرجة والسكريات البسيطة، والتي تؤدي بدورها إلى أمراض السمنة والقلب والشرايين.

وتنصح المالكي، بالاكتفاء بنوع حلويات واحد خلال الأسبوع، مفضلة في الوقت ذاته تناول الأغذية المشوية على المقلية، وهو مايجب أخذه بعين الاعتبار في وجبة القطايف تحديدًا، بالإضافة لاستخدام الجبنة قليلة الدسم والمحليات الصناعية بدلا من القطر، في القطايف وغيرها.

وتؤكد المالكي أهمية الابتعاد عن المشروبات المركزة وغير الطبيعية، لاحتوائها على السكريات البسيطة، وتسببها بالسمنة والكرش بالإضافة لتسوس الأسنان وتحديدًا لصغار السن، مفضلة الاكتفاء أيضًا بكوب عصير واحد من المشروبات الطبيعية مثل التمر هندي، مبينة أن الإكثار من هذه العصائر يشكل خطرًا على المصابين بأمراض الضغط.

خلاف حول السحور ومكوناته

وجبة السحور من جانبها لم تجد الإجماع الذي وجدته أنواع الحلويات لدى العائلات المستطلعة آراؤها، فيبين الرصد ان معظم الأسر الفلسطينية تتجنب السحور لأسباب مختلفة، منها تكاسل الاستيقاظ من النوم بغرض الأكل، أو الخوف من الجوع والعطش خلال النهار مكتفين بشرب كوب من الماء أو تدخين سيجارة.

ويقول بعضهم إن وجبة السحور أساسية لهم كما الإفطار، مشيرين لتناولهم الحليب ومشتقاته خلالها لاعتقادهم بأهميتها لتجنيبهم الجوع والعطش خلال ساعات الصيام.

وتؤكد الأخصائية المالكي أن أهمية وجبة السحور لا تقل عن أهمية وجبة الإفطار في الأيام العادية، معتبرة أنها الأساس لزيادة التحمل خلال الصيام، كما تنفي في الوقت ذاته المعتقدات بتسببها بالجوع والعطش.

وتشير المالكي لأهمية احتواء وجبة السحور على الأغذية الغنية بالبروتينات وخاصة الخالية من الدهون، والتي يحتاج الجسم لوقت طويل لهضمها، ما يساعد على تجنب الجوع لأطول وقت ممكن خلال النهار.

وتوجد هذه البروتينات بحسب المالكي في مشتقات الحليب والألبان والبقوليات، مؤكدة أهمية أن تقوم وجبة السحور على هذه الأغذية.

بين السحور والإفطار

إلى ذلك، يؤكد غالبية الأسر إقبالهم على السهر حتى ساعات متأخرة من كل ليلة خلال رمضان، حيث تحتوي هذه السهرات على أغذية متنوعة مثل الفواكه والمكسرات والمشروبات الدافئة.

في المقابل، أشار عدد منهم إلى استثمارهم رمضان لتخفيف أوزانهم، معتمدين بذلك على قلة الوجبات وطول ساعات الصيام.

وتقول المالكي، إن تنظيم الوجبات يزداد أهمية خلال رمضان، فتنصح بتقسيم فترة الإفطار لثلاث وجبات، أولها وجبة الأفطار والتي يليها ممارسة جهد بدني كالمشي بعد ساعتين على الأقل، ثم تناول وجبة طعام لاتزيد عن 200 سعر حراري، يمكن أن تحتوي على المكسرات النيئة والخالية من الأملاح، على أن يتم اختتام ذلك بوجبة السحور.

وتؤكد المالكي على أهمية تجنب تناول الحلويات يوميا، بالإضافة لتناول ألوان مختلفة من الفواكه، وأبرزها الفواكه الغنية بالسوائل مثل البطيخ والشمام خلال هذه الفترة.

وتضيف أن شهر رمضان يعتبر فرصة ذهبية للراغبين بتخفيف أوزانهم، من خلال تنظيم الوجبات وتجنب الأغذية الغنية بالدهون والسكريات البسيطة والسعرات الحرارية العالية.