شبكة قدس الإخبارية

رامي البرغوثي يروي يوميات الأسرى المضربين عن الطعام

هيئة التحرير
وقف أمام قسم الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله (الضفة الغربية)، يوم الثلاثاء، أقارب وأصدقاء الأسير المحرر رامي البرغوثي، لاستقباله والاطمئنان على صحته بعد 27 يوماً من إضرابه عن الطعام، في معركة أطلقها بأمعائه الخاوية إلى جانب 200 أسير لكسر سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال. يروي الأسير المحرر، تفاصيل معاناة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجن "النقب" الصحراوي منذ حوالي 28 يوماً، كشاهد على الإضراب وقسوة السجانين الإسرائيليين. ويقول "انطلقت المعركة بعد إعلان 50 أسيراً من الأسرى الإداريين الإضراب عن الطعام في سجن النقب، وسط محاولات إدارة السجن إقناع الأسرى بالعدول عن إضرابهم، مستخدمة أساليب عقابية". ويضيف "سحبت كل شيء لديهم من طعام، ولم تبق معهم إلا الماء وسرير نومهم، وعزلتهم عن العالم الخارجي". ويتابع رامي، بصوت خافت ومنهك من تعب الإضراب، "لم تكتف إدارة السجن بعزل الأسرى بل نقلتهم إلى عدد من السجون، من أجل إضعاف عزيمتهم وفك الإضراب، لكنها فوجئت بارتفاع عدد الأسرى الإداريين المضربين إلى 200". ويضيف "تُصرّ إدارة السجن على نقلنا إلى أقسام جديدة، والعيش في خيم قديمة مهجورة في حاجة إلى ترتيب، يحيطنا غبار ورمال صحراء النقب من كل جانب، وتُكرر نقلنا بعد أيام، من أجل أن نبذل جهداً ويصيبنا الإرهاق فنكسر إضرابنا". ويشرح كيف تستمر إدارة السجن في ممارسات تُنّهك الأسرى، وتزيد أجسادهم المصابة بالهزال من الإضراب إلى تردٍ آخر. كما يشير إلى أن "إدارة السجون انتهجت سياسية عقابية جماعية منها التفتيش الاستفزازي لخيمنا، في أوقات لا تخطر على بال بشر". كما يوضح كيف "يترك أسير مضرب ساعات في شمس الصحراء الملتهبة أو في بردها الليلي "الناخر للعظام"، عدا عن عدّ الأسرى ثلاث مرات يومياً، ما يضاعف معاناتهم". ويوضح أن "ما يزيد من معاناة الأسرى وفقدان طاقتهم، أن المرافق الصحية تبعد عن الأسرى من (20 إلى 60 متراً)، لكن ما أن يصلها الأسير حتى يعود وهو في حالة إعياء كامل". يضاف إلى ذلك النقص الذي يعانيه الأسرى في أوزانهم على غرار البرغوثي الذي نقص وزنه 20 كيلوغراماً. وتطرق البرغوثي إلى معاناة أسيرين في سجن النقب، هما نائل خلاف، وبلال عبد العزيز، اللذان رفضت إدارة السجن علاجهما وعزلتهما في زنازين انفرادية بعد مساومتهما على فك الإضراب مقابل تقديم العلاج، لكنهما رفضا. وكانت النتيجة خلاف أرضاً بعد إصابته بنقص حاد في السكر، في حين شجّ رأس عبد العزيز، بخزانة حديدية في الخيمة أثناء محاولته المشي وهو في حالة إعياء. وفي سابقة خطيرة تَحدث للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، ينوه البرغوثي، إلى منع ضابط الأمن الأسرى من أداء صلاة الجمعة. ويُشدد البرغوثي، على أن إدارة سجون الاحتلال لم تقم بأية خطوة للحوار مع الأسرى المضربين عن الطعام، بل تعاملت معهم كأنهم مشاغبون، غير مكترثة بحقوقهم، ولا لأي قوانين تحفظ تلك الحقوق. وعن الدعم الشعبي والرسمي الذي ترافق مع إضراب الأسرى، يقول البرغوثي: إن الأسرى تزداد معنوياتهم ومسؤوليتهم كلما سمعوا عن ازدياد الحراك الشعبي والرسمي معهم، بل إنهم في ظل تدهور حالتهم الصحية، يصممون على الاستمرار في إضرابهم حتى نيل مطالبهم ولو كلفهم ذلك حياتهم، وخرجوا من السجن جثثاً هامدة، لأنهم يعرفون هدفهم الذي أضربوا لأجله". واعتقلت سلطات الاحتلال الأسير رامي البرغوثي، في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وحوّلته إلى الاعتقال الإداري، من دون توجيه أي تهمة له. كما سبق للبرغوثي، أن أمضى في سجون الاحتلال ثلاث سنوات تحت الاعتقال الإداري. ولا تقتصر معاناة الأسرى على أسوار معتقلاتهم بل تمتد إلى معاناة يشاركهم فيها أهلهم الذين يتابعون ويلاحقون أوضاعهم، وما يمكن أن تصل إليه الأمور في إضرابهم. وتقول زوجة الأسير البرغوثي، نسيبة علان، لـ"العربي الجديد"، "كنا نعيش حالة من التوتر والقلق تجاه مصير رامي، وبقية الأسرى المضربين، وعشنا القلق لآخر يوم، قبل الإفراج عنه، إذ أشيع خبر تمديد اعتقاله الإداري، كما اعتاد الأسرى على تجديد اعتقالهم في يوم الإفراج عنهم". وتتابع "لم أصدق حين رأيته، على الرغم من حالته الصحية الصعبة، إلا أني سعيدة، والحمد لله، فمعنوياته عالية جداً، ولكني أشعر بالحزن في الوقت ذاته على مصير بقية المضربين". نقلا عن العربي الجديد