شبكة قدس الإخبارية

مسؤول عسكري إسرائيلي: هدفنا المشترك مع السلطة "إضعاف حماس"

هيئة التحرير

نقل صحيفة "المصدر" الإلكترونية الإسرائيلية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله "إن الهدف المشترك بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، هو إضعاف حماس"، مشيرا إلى وجود "عدّة عوامل ملحوظة تساهم في الاستقرار الأمنيالضفة الغرية، أهمها هو التعاون مع السلطة والمؤسسات الفلسطينية، فمصلحة عباس الآن هي الحفاظ على الهدوء، لأسبابه الذاتية"، على حد قوله.

وأضاف المصدر "هذا لا يحدث في جميع المناطق، ولكن في معظم الأماكن هناك منظومة مصالح مشتركة، وأهم هذه المصالح المشتركة للجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية هي منع الإرهاب، وأيضا إضعاف حماس في مناطق الضفة، والمشكلة مع كل ذلك هي أنّها مصالح مشتركة ابتداء من هذه اللحظة، لا يمكن أن نعرف متى يتغيّر ذلك".

مصالح مشتركة

وقال: "إنّ مصلحة الحفاظ على الهدوء موجودة لدى كلا الطرفين. يتمركز القليل من نقاط التفتيش في الضفة، المعابر مفتوحة والحركة سهلة نسبيا في جميع مناطق الضفة، والاقتصاد الآن مستقر نسبيا، وليس هناك وجود محسوس للجيش الإسرائيلي في المدن باستثناء العمليات والاعتقالات المحدّدة".

وتابع المصدر العسكري "أستطيع أن أقول إنّه حسب رأيي لن تكون هناك انتفاضة قريبا، فهذا ضد المصالح الفلسطينية. ولكن هل يمكن أن يحدث بعد شهر شيء متطرف وأكتشف أنني أخطأت؟ بالتأكيد هذا ممكن".

لذلك، "لا يسمح الجيش لنفسه بأنّ يعتمد على أي أحد آخر. "عامل الاستقرار" الأول، يقول المسؤول، هو تمكن الجيش من العمل في جميع مناطق الضفة، في كلّ ليلة نقوم بعمل عدّة اعتقالات داخل منطقة A، وهو يعمل مع الكثير من الدقة، بشكل أساسيّ عن طريق المعلومات التي نتلقّاها من الشاباك، ولكن أيضا بالدمج مع عمل استخباراتي جيّد، بل معلومات تأتي من الشبكات الاجتماعية والفيس بوك بشكل أساسيّ، وهو مجال جمع المعلومات الذي نحسّن من أدائنا فيه".

ويتاع المصدر "كانت رام الله مدينة مدمّرة، مع دبّابات في الشوارع، وتمّ تدمير المقاطعة، لا يريد أحد، لا نحن ولا هم، أن يعود للحياة بتلك الطريقة وأن يرى مشاهد كتلك، يتمتّع الفلسطينيون اليوم من شريان الحياة الذي يعزّزه الجيش الإسرائيلي، ومرة أخرى فهذه مصلحة مشتركة لكلا الطرفين. جميعنا يُفضّل أن يرى رام الله المدينة التي تستمرّ بالتطوّر".

الخشية من "الربيع العربي"

حسب أقوال المصدر العسكري الإسرائيلي، يخشى الفلسطينيون جدا من نتائج "الربيع العربيّ" الذي يحيط بنا. إنّهم حقّا لا يريدون أن ينتهي بهم الأمر كما في سوريا أو مصر، ولذلك فإنّه لا يتوقّع مظاهرات ضخمة أو انقلابات كبيرة. وهو يعتقد أنّ معظم الاعتداءات الفلسطينية خرجت في فترة الانتفاضة الثانية، ولذلك يمكننا القول بأنّه "قد كان لهم الربيع العربي الخاصّ بهم". اليوم تحديدًا يهمّهم الحفاظ على الاستقرار.

ولذلك، فإنّ استقرار الاقتصاد الفلسطيني هو، وفقًا لتقدير المسؤولين في جيش الاحتلال، أحد أفضل سلّم أولويات الفلسطيني. حاليًا، فإنّ حالة الاقتصاد الفلسطيني مستقرّة. ليست جيّدة بشكل خاصّ، لا يمكن القول "إنّ فلسطين دولة غنيّة"، ولكن مع ذلك فالاقتصاد مستقرّ. ويضيف "لذلك لا يمكن أن نقدّر كم من الوقت سيبقى بحالة مستقرّة، نسبة كبيرة من الاقتصاد الفلسطيني مؤسّسة على المعونات، وحالة الفساد كذلك ليست مشجعة. أيضًا، يتمّ اليوم توجيه الشكاوى بخصوص الاقتصاد ضدّ السلطة، ولكننا لا نستبعد توجيه إصبع الاتّهام مع مرور الأيام إلينا، ولذلك فنحن نخشى كثيرًا من التقلّبات الاقتصادية الفلسطينية، ونتابعها بدقة".

عوامل زعزعة أخرى

وليس الاقتصاد الفلسطيني فحسب، بل هناك عوامل أخرى يمكنها زعزعة الاستقرار في غمضة عين. القدس على سبيل المثال، والأقصى على وجه الخُصوص، يشكلان نقطة حساسة بشكل خاصّ، وأقلّ انتهاك للوضع الراهن قد يؤدّي إلى عاصفة مرّة أخرى. لقد حدث ذلك في الماضي.

أيضًا قضية الأسرى الفلسطينيين تحظى، مثل القدس، بإجماع واسع بشكل خاصّ، وأصبحت روحًا وطنيّة. ولذلك إنْ حدث شيء لأسير فلسطيني، مثل الإضراب عن الطعام أو التورّط في أذى، فمن الممكن أن يؤدّي إلى "دومينو" من أعمال الشغب، ابتداءً من قرية نفس الأسير، القرى المجاورة، عشيرته في مدن أخرى، وصولا إلى اشتعال الضفّة بأكملها. ولكن الجيش الإسرائيلي لا يخاف من الفلسطينيين فحسب. فإنّ الأعمال العدوانية للمتطرّفين اليهود، والتي تسمّى في الإعلام "تدفيع الثمن"، وفي الجيش الإسرائيلي "جريمة أيديولوجية قومية"، هي إحدى العوامل الأكثر شيوعًا في الضفة. "إضافة إلى ذلك، حين يكون الحديث عن ظاهرة حقيرة إلى هذه الدرجة، على المستوى الأخلاقي"، يقول المصدر العسكري، "فهذا يشكّل خطرًا على الأمن القومي". يخشى الجيش الإسرائيلي من تورّط يتشكّل في أعقاب عملية تدفيع الثمن، ويؤدّي إلى تصعيد شامل في المنطقة بأسرها. لقد حدث ذلك تقريبًا قبل عدّة أسابيع، حين وصلت مجموعة من المستوطنين من مستوطنة "إيش كودش" إلى كسرى من أجل تنفيذ عملية تدفيع الثمن، تم القبض عليهم من قبل السكّان المحلّيّين، وبمعجزة فقط، أو بفضل عبقرية بعض السكان المحلّيّين، تم تجنّب الكارثة.

لن تحدث انتفاضة ثالثة

حسب تقديرات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي فمن غير المتوقّع حصول انتفاضة ثالثة قريبًا، ولكن لا يمكن التنبّؤ بالمستقبل. في واقع مثل الواقع الذي نعيشه، حيث يفقد الربيع العربيّ سيطرته في كل مكان حولنا، لا يمكن التأكد من شيء. "أستطيع أن أخبرك بأنّه حسب رأيي لن تكون هناك انتفاضة قريبًا. كما قلت، فهذا ضدّ المصالح الفلسطينية. ولكن هل يمكن أن يحدث بعد شهر شيء متطرّف وأكتشف أنّني أخطأت؟ بالتأكيد هذا ممكن".

وعلى السؤال إذا ما كان التقدّم في المفاوضات أو تفجيرها قد يؤثّر على الأوضاع في الواقع، يجيب المسؤول العسكري بشكل مماثل. يقول: "من الناحية التاريخية، في كلّ مرة كان يتم فيها فتح مفاوضات بين الطرفين، كانت هناك جهات لا ترغب في ذلك، وحاولت تخريب العملية بواسطة الإرهاب". "أؤمن الآن أنّ المحادثات ستستمرّ، ولكن الآن لا يوجد في الشارع الفلسطيني تفاؤل في الواقع إزاء التقدّم في المفاوضات التي ستؤدّي إلى إقامة دولة فلسطينية، ولذلك فحتى لو فشلت المحادثات، لا أعتقد أنّه ستكون هناك أيّة خيبة أمل مفاجئة تؤدّي إلى انتفاضة".