بعد أن كانت قطر الشيطان الأكبر بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية لفترة طويلة، هاهي الآن تدخل في قائمة العشاق، فقطر ستمنح 20 ألف فيزا للعمل فيها تدريجيا لمدة ثلاث سنوات. يأتي هذا بعد سلسلة زيارات قام بها مسؤولين في السلطة الفلسطينية في الأشهر القليلة الماضية حيث قام كل من رئيس حكومة رام الله الدكتور رامي الحمد الله، ووزير الداخلية سعيد أبو علي بزيارة قطر لتعزيز التعاون من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيي، وهذا ما أكده سفير فلسطين في قطر منير غنام.
من المستهدف؟!
بحسب المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية، فإن الفئة المستهدفة تشمل المهندسين والفنيين وخريجي الجامعات، أما قطر فترى أنها تقدم خدمة للشعب الفلسطيني المحاصر في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتساهم في التخفيف من معاناته بهذه المنحة.
فرص أم هجرة
أثارت هذه الفرص جدلا بين الشباب الفلسطيني على صفحات التواصل الإجتماعي، فالبعض رحب بتلك الفرص واعتبرها مساهمة من قطر ومبادرة لتصحيح علاقتها مع السلطة الفلسطينية التي يرى الكثيرون أنها منحازة لحماس وقطاع غزة بشكل كبير، وتأتي أيضا في وقت يمر به الشباب الفلسطيني بفترة عصيبة، ففرص العمل محدودة جدا، والبطالة في ارتفاع مستمر وكذلك الأسعار، ناهيك عن مخططات الإحتلال التي تستهدف الشباب الفلسطيني في كل شيء حتى في لقمة عيشه.
البعض الآخر يرى أن هذه الفرص عبارة عن تشجيع مقنع للهجرة، تهدف إلى إخراج الكفاءات خارج الوطن وفي الغالب فإذن هذه الكفاءات لن تعود، فنخسر نسبة كبيرة من الفئة المتعلمة وهذا يتساوى مع خطط الإحتلال الهادفة إلى القضاء على الشباب الواعي والمثقف وتجهيل الفلسطيني بكل الطرق.
بعد إغلاق لسوق العمل القطري لأكثر من 20 عاما في وجه العمالة الفلسطينية، تعود قطر بقوة لتفتحه على مصراعية بعشرين ألف فرصة عمل، فهل ستعزز هذه الخطوة صمود الشعب الفلسطيني، أم أنها تحمل في طياتها مخاطر ستكشف عنها السنوات القادمة؟