شبكة قدس الإخبارية

المحرر نعمان الشلبي.. خرج وترك خلفه 3 مؤبدات

ايمان السيلاوي

تأملت أم أحمد الشلبي سنوات طويلة وحلُمها قد تحقق برؤية ولدها نعمان قبل أن توافيها المنية، ذلك الحلم الجميل الذي مدّها بقوة داخلية، تقول لها سيعود مهما طال الانتظار، وهي الان تحمد الله لحرية كادت تموت في انتظاره.

النشأة والنضال

ولد نعمان بتاريخ 10_9_1971 في بلدة السيلة الحارثية، اعتقله الاحتلال 18 عاما، خلال انتفاضة الحجارة الاولى (1987)، وحكم عليه ستة أشهر في سجن النقب، بتهمة الانتماء لحركة فتح وتشكيل خلية (الفهد الأسود) مع مجموعة من رفاقه، والتي استخدمت السلاح الناري آنذاك بعد مقاومة الحجارة الطويلة للاحتلال، وكانت هذه الخلية مكونة من الشهيد باسم صبيحات من بلدة رمانة قرب جنين، وحمودة زكارنة من بلدة قباطية، ونعمان شلبي من السيلة الحاثية.

لحظات الاعتقال الاولى يحدّث عنها نعمان فيقول: "في حوالي الساعة الواحدة ليلاً يوم الثالث عشر من أيار سنة 1992، كمنت لنا قوة اسرائيلة بين قريتي اليامون والعرقة مكونة من رجال مشاة لم أحدد عددهم اختبأوا بين أشجار البلوط الكثيف دون أن نراهم بتاتاً حيث وضعوا لنا في منتصف الطريق طوقا من المسامير التي أعاقت حركتنا حين كنّا متوجهين ليلاً دون صوت للسيارة التي نستقل، وفجأة انهالت علينا زخات من الرصاص مصدره القوة الكامنة وقد أصُبت أثناءها بعدة طلقات نارية هادفة تصفيتنا جميعاً، وفي هذه الأثناء وبعد اشتباك مسلح دام لعدة دقائق، أصبت أنا واستطاع احد زملائي (باسم صبيحات) الهرب من الكمين وتم اعتقال حمودة زكارنة، ونقلت لمستشفى (هداسا عين كارم)، بواسطة مروحية اسرائيلية، وفي المستشفى وبعد يومين تحديداً من الغيبوبة ،فِقْتُ على نفسي مكبلاً في السرير وكنت في حالة صحية سيئة جدا، بالرغم من تزويدي بوحدات دم كثيرة.

الاعتقال

ويضيف الشلبي "أثناء وجودي هناك تم التحقيق معي من قبل المخابرات الاسرائيلية بأسلوب قاسي جداً حيث استخدموا إصاباتي للضغط علي بالاعتراف وقد مكثت حوالي الشهر في المستشفى وتم نقلي بعد ذلك الى مركز التحقيق لسجن جنين المركزي، واستطاعت والدتي زيارتي بعد حوالي الثلاثة شهور من بداية الاعتقال".

ويتابع "هنا بدأت حياتي داخل السجون الاسرائيلية، وذلك بعد ان انهيت إجراءات المحكمة وبعد عمليات سفر (بوسطة) بين محكمة جنين وبين سجن جنيد المركزي".

وعن لحظة صدور الحكم وزيارة والدته له في الأسر يقول نعمان: "وصلنا بعد خمسة أشهر من الاعتقال، وتم الحكم علي بثلاث مؤبدات وعشرون عاماً، حكماً جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز لأنه يعبّر بالدرجة الأولى عن مدى وحشية وقسوة الاحتلال الاسرائيلي وثانياً جعلني أفخر بأن أكون جزءاً مهماً في عملية المقاومة والنضال ضد هذا الاحتلال.

وأشاف "أذكر بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال واختلطت حينها مشاعري بين الخوف على والدتي من رؤيتي بوضع صحي سيء وبين أن أجعلها تطمئن قليلاً علي، خاصة بعد إشاعة شاعت في بلدتي باستشهادي لحظة اعتقالي".

الباكالوريوس والماجستير

وعن وضعه التعليمي يقول نعمان: "دخلت الى السجن بوضع تعليمي متوسط، ولم استطع أن أحصل على مرحلة الثانوية العامة الا بعد أشهر من بداية الاعتقال، وقد حصلت عليها من خلال الانتساب في المدارس الفلسطينية الموجهة للأسرى الفلسطينيين.

وبعد السماح لنا بالانتساب للجامعة المفتوحة (الاسرائيلية) التحقت بها ، وتخرجت منها بعد عشرة أعوام، وقد طالت عملية تخرّجي منها بسبب المعوقات داخل السجون، حيث كان يسمح لي تارة بتسجيل المواد الدراسية وتارة أخرى يمنع عليّ التسجيل لأسباب داخلية مثل عقابات في السجن اذ كانت أحيانا تستخدم الادارة عقاب منع الدراسة الجامعية لمدد زمنية متفاوتة بين سنة وثلاث سنوات.

وتخصصت في العلوم السياسية، وبعد ذلك التحقت في جامعة القدس المفتوحة (أبو ديس) لإكمال دراستي عبر مشروع تعليمي تقدم له القائد الفتحاوي وعضو المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي، اذ استطعنا من خلاله الالتحاق بالجامعة للحصول على درجة الماجستير، حيث شكل الأخ مروان الموجّه لهذا المشروع والموجه للحالة الدراسية كاملاً داخل السجن ومن هناك تخرج العلامات النهائية لكل فصل ويتم اعتمادها داخل الجامعة مباشرة، ثم بعد ذلك استكملت دراستي وحصلت في تلك الجامعة على شهادة الماجستير في الشؤون الاسرائيلية (العلوم السياسية) وكان قد استكمل هذا المشروع بمدة زمنية مقدارها سنة وعشرة أشهر".

أضراب عن الطعام

وعن معارك الأمعاء الخاوية يحدثنا الشلبي بالقول: "إنها مرحلة يمر بها كل أسير داخل سجون الاحتلال"، فقد خاض نعمان عدة اضرابات عن الطعام ، منها ما كان يحصل على مطالبه من الادارة ومنها ما كان يرفض له تلك المطالب، وفترات اضرابه هي على التوالي :

_سنة 1992 أول اضراب بعد مرور ثمانية اشهر من بداية الاعتقال ولمدة خمسة عشر يوماً.

_سنة 1995 أضرب عن الطعام مدة ثمانية عشر يوماً.

_سنة 1999 ، اضراب قصير لمدة أحد عشر يوماً.

_سنة 2000، اضرب لمدة ثمانية عشر يوماً .

_سنة 2004 خاض اضراباً لمدة اثنان وعشرون يوماً .