تواجه إمبراطورية مستشفى "هداسا " التي تعتبر الأكثر تطورا في منطقة الشرق الأوسط وتتكون من مركزين طبيين بمدينة القدس وعدة مدارس لتدريس المهن الطبية وتخريج الأطباء إضافة إلى عدد كبير من العيادات الطبية في مراكز المدن والتجمعات الكبرى في دولة الاحتلال خطر الانهيار الاقتصادي تحط وطأة الديون والإدارة المالية والإدارية السيئة وفقا لموقع "هأرتس" الالكتروني الذي نشر التحقيق اليوم "السبت".
ووفقا للموقع الالكتروني تسير "هداسا " التي يعمل فيها اكثر من6000 موظف وهي أقدم المستشفيات الإسرائيلية وأشهرها خلال السنوات القليلة الماضية على مسار التحطم والانهيار حيث تعاني من نزيف مالي كبيرة يبلغ حجمه الشهري 25 مليون شيكل من رفع قيمة العجز المالي الذي تعانيه المستشفى إلى 1:25 مليار شيكل، ما أجبر الإدارة على الدخول في مفاوضات مكثفة وسريعة من الحكومة في محاولة لإيجاد سبل معالجة الوضع ومنع انهيار المؤسسة الطبية .
وتعيش مؤسسة "هداسا" التي أقيمت قبل قيام دولة الاحتلال على التبرعات مالكيها وعلى وجه الخصوص تبرعات "نساء هداسا" اللواتي يساهمن بـ 10% تقريبا من حجم الدخل السنوي للمؤسسة إضافة إلى ما تتلقاه المستشفى مقابل الخدمات الطبية التي تقدمها للمرضى وتولى خلال العقد الماضي إدارة المستشفى المدير الحالي لمؤسسة التامين الوطني البروفيسور "شلومو مور يوسف" الذي ترك إدارة المستشفى عام 2011 مخلفا عجزا ماليا بقيمة 850 مليون شيكل.
وشارك "مور يوسف" في إدارة المستشفى ضمن مجلس الإدارة ثلاثة شخصيات أخرى ذات خلفية اقتصادية واضحة وجلية هي "دافيد بروتيد" الذي تولى سابقا منصب مدير عام وزارة المالية ويتولى حاليا رئاسة بنك ليؤمي، يوسي بوركاني المدير العام السابق للبورصة، وأخيرا يوسي روزن الذي تولى سابقا ادارة "الشركة الإسرائيلية" لكن ماضيهم وخبرتهم الاقتصادية لم تساهم في لجم السقوط الحر الذي تواجهه مستشفى هداسا.
وأرجعت شخصيات عديدة تولت مناصب رفيعة في إدارة المستشفى أسباب الأزمة إلى عوامل كثيرة منها الأزمة المالية العالمية التي قلصت من تدفق التبرعات الثابتة التي كانت تتلقاها المستشفى والاتفاقيات السيئة التي وقعتها المستشفى مع مؤسسة "كوبات حوليم" تلك الاتفاقيات التي خلقت صعوبات كبيرة أمام تدفق الأموال النقدية وإقامة برج علاجي بمواصفات فندقية وأخيرا و إدارة مالية غير مسؤولة.
وتشير المعلومات التي حصل عليها موقع "هأرتس" إلى إن المستشفى مدينة للبنوك بمبلغ 200 مليون شيكل و300 مليون شيكل للموردين الذين يزودونها باحتياجاتها المختلفة و400 مليون شيكل لصناديق الأبحاث الطبيبة او كما تقول بعض الشخصيات ذات العلاقة بالأمر حول أموال صناديق البحث بنها أي "400 مليون " أموال كانت مخصصة لصناديق البحث لكن لأسباب غير معروفة تم صرفها باتجاهات أخرى.
"هداسا تواجه خطر الانهيار والاغلاق ويجب على أحد ما ان يقول ذلك "صرخه إطلقها في ايار الماضي من يعتبر من أقوى الشخصيات في هداسا وهو رئيس لجنة العاملين في المؤسسة "امنون بروخيان" الذي خاض أكثر من مرة صراعات قوية ضد الإدارة.