ترجمة شبكة قدس: نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالة تحدثت فيها عن حادثة إطلاق صواريخ كاتيوشا من الجنوب البناني على الجليل السوري المحتل،و التي اعتبرتها الصحيفة بالحادثة غير البسيطة.
وقالت الصحيفة في مقالة نشرتها على موقعها الإلكتروني "إن إطلاق الكاتيوشا من لبنان على إصبع الجليل أول أمس قوبل بردي فعل إسرائيليين عاديين، شبه تلقائيين: فقد حذر رئيس الوزراء ووزير الجيش من استمرار إطلاق النار على إسرائيل، والجيش الاسرائيلي رد بنار المدفعية الثقيلة نحو المنطقة التي شخص منها إطلاق الكاتيوشا "رد بالنار على مصادر النيران"، على حد قول بيان الناطق بلسان الجيش. واتهم نتنياهو بشكل مباشر حزب الله، وبشكل غير مباشر الحكومة اللبنانية وإيران بالمسؤولية عن إطلاق النار، مع أن المؤشرات الاستخبارية الأولية أوضحت أن منظمات غير حزب الله هي المسؤولة عن ذلك، وهي خصوم حزب الله الشيعي، مشكوك أن تكون خلفها بنى تحتية منظمة يمكن ضرب قواعدىا".
وأضافت الصحيفة "ليس هذه هي المرة الأولى التي تتصرف فيها "إسرائيل" على هذا النحو في لبنان، ففي آب الماضي أطلقت منظمة سنية متطرفة الكاتيوشا على الجليل، وقام سلاح الجو ردا على ذلك بمهاجمة قيادة تابعة لمنظمة أحمد جبريل الفلسطينية، أي انه عاقب منظمة تعد من المعسكر الخصم لمطلقي الكاتيوشا، تعمل في جبهة واحدة مع سوريا وحزب الله. ردود الافعال هذه ليست حصرية في الحدود اللبنانية وهي تتطابق ومذهب نتنياىو ويعلون اللذين يتباهيان في أن الحكومة لا تدع استفزازا لإسرائيل يمر دون رد عسكري".
وأوضحت "هآرتس"، "في الأسبوع الماضي، وعند نار القناصة التي قتل منها مستخدم للجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء، في صيغة حادة وغير عادية أن "من جربنا لاقى نصيبه؛ ومن سيجربنا سيلقى نصيبه".
وقالت الصحيفة "إن التصاعد في التوتر مع الفلسطينيين بل وأكثر منه الهزة التي تعود الى ثلاث سنوات في العالم العربي، تصعد عدم الاستقرار في حدود "إسرائيل"، وتؤدي الى ارتفاع في عدد الاحداث الموجهة ضدها، من إطلاق نار السلاح الخفيف وحتى إطلاق الهاون والكاتيوشات، وفي الحالات التي يكون فيها خلف هذه الأحداث عنوان مرتب مثلما يحصل مثلا حين يطلق جنود سوريون النار على الجانب الإسرائيلي من الحدود في الجولان يوجد منطق في رد النار المركزة نحو مصدر النيران. ولكن في حالات عديدة لا تأتي النار على الحدود من مصدر واضح؛ فالاشخاص الذين أطلقوا الصواريخ يوم الأحد تمكنوا بالتأكيد من الاختفاء قبل وقت طويل من رد الجيش بنار المدفعية، حسب خطة أهداف مقررة مسبقا، ليس لها على ما يبدو أي صمة حقيقية بهوية مطلقي النار".
وختمت الصحيفة مقالتها بالقول "عندما تنثر القيادة الإسرائيلية التهديدات والمدافع تطلق النار دون غاية، مشكوك أن تكون الرسالة التقطت في بيروت مثلما يريد نتنياهو. الرد الاسرائيلي في هذه الحادثة مثلما في الأحداث السابقة، يشبه إطلاق النار في الهواء بلا اتجاه ولا هدف".