كشف محلل الشؤون العسكريّة في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، "روني دانئيل"، النقاب عن حوارٍ تمّ بين الجنرال في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، "إيتان دانجوظ"، مُنسّق أعمال الحكومة الإسرائيليّة في المناطق المحتلة، ومسؤول عسكري رفيع المستوى في الجيش المصريّ، على هامش اجتماع عقد بينيما قبل أيام في القاهرة، حيث قال دانجوط: "في غزة لنا أعداء ولنا جيران، فردّ عليه المسؤول المصري بالقول: "بالنسبة لنا في غزة يوجد أعداء فقط"، على حدّ تعبيره.
وقال "دانئيل" في مقالته "يستشف من تقييمات محافل التقدير الإستراتيجي في "إسرائيل"، أن احتفاءها الواضح والجميل بقيام وزير الدفاع المصريّ، عبد الفتاح السيسي، لم يقلص مستوى القلق مما يجري في مصر، ويتمثل مكمن القلق الإسرائيلي في الاعتقاد الجازم بأن الخسائر التي ستتكبدها "إسرائيل في حال فشل الخطوة التي قام بها السيسي أكبر بكثير من المزايا التي تحصل عليها في حال استقرت الأمور له".
ويضيف "من هنا لم يكن من المستهجن أن يكتب المستشرق، ورجل الاستخبارات الإسرائيليّ السابق، "رؤفين بركو"، مقالاً في صحيفة "يسرائيل هايوم" العبريّة يدعو فيه الرئيس الأمريكيّ "باراك أوباما" بقوة لتقديم دعم علني وقوي لحكومة السيسي، مُحذّرا في الوقت نفسه من أنّ "إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل وحدها تبعات فشل خطوة السيسي، لأنه سيتم النظر إليها من قبل الشعب المصري كالقوة التي دعمت ودافعت عن الانقلاب، وستكون أحد أكثر الأطراف خسارة في حال سقط حكم العسكر"، على حد قوله.
وقال "باركو"، الذي خدم في شعبة الاستخبارات العسكرية"أمان"، إنّه "رغم دور انقلاب السيسي في تحقيق الكثير من المصالح الإسرائيليّة، لا سيما تعاظم الضغط على حركة حماس، فإنّ فشل الانقلاب يعني أن إسرائيل ستُواجَه بردة فعل قوية من الحكومة التي ستتولى الحكم بعد سقوط الانقلاب بسبب الإنطباع السائد حول تأييد "تل أبيب" للسيسي.
ودعا "باركو" الرئيس "أوباما" لتأييد السيسي ودعمه بشكل معلن بدون أية مواربة، محذراً من أن سقوط السيسي يعني إسدال الستار على الحقبة الأمريكية في المنطقة.
وبيضيف المحلل العسكري "المفكر الصهيونيّ الأمريكيّ، أحد منظري تيار المحافظين الجدد، "دانيال بايبس" رأى أن إقدام الجيش المصري على عزل الرئيس محمد مرسي تطور يبعث عمى السعادة".
وفي مقالة نشرتها صحيفة "يسرائيل هايوم" قال "بايبس"، الذي يرأس منتدى الشرق الأوسط في واشنطن: "إنه من السهل تفسير السبب الذي يدفع المرء للسعادة عندما يتم اجتثاث الإسلاميين المتعجرفين من جذورهم في مصر".
وأضاف بايبس، الذي يعتبر من غلاة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، ومن مناصري اليمين المتطرف في "إسرائيل" أن ما يبعث على السعادة العارمة هو أن "الانقلاب وضع حدًا للحركة الوحيدة في العالم التي تتشبث بالمثاليات، مشيرا إلى أنّ الانقلاب شكّل ضربة غير مسبوقة لجماعة الإخوان المسلمين.
وحذّر بايبس من خطورة أن يستفيد "الإخوان المسلمون" من تبعات الانقلاب في حال تبين للمواطن المصري أن حكم تحالف العسكر والليبراليين لم يسهم فقط إلا في حدوث مزيد من التدهور في أوضاعهم المعيشية، وعندها فإن المصريين الذين تظاهروا ضد جماعة الإخوان المسلمين قد يتظاهرون في المستقبل من أجل عودتها إلى سدة الحكم".