سمحت وكالة الاستخبارات الأمريكية، "السي آي إي"، أمس بنشر نحو 1400 وثيقة مصنّفة و متعلقة بمحادثات السلام بين الاحتلال الإسرائيلي ومصر، والتي جرت في كامب ديفيد في العام 1977.
وتشمل الوثائق، تقارير شخصية حول رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذاك الوقت مناحيم بيجن، والرئيس المصري أنور السادات ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، وتعرض الوثائق، والتي بقيت أغلبها سرية، توقعات الاستخبارات الأمريكية حول الشرق الأوسط من أواخر السبعينات.
وطرحت الوثائق أفكار حول احتمال سقوط الرئيس المصري في ذلك الحين، أنور السادات، ضحية لاغتيال سياسي، إذ قدرت " السي آي إي" أن أمرين يمكن حدوثهما للسادات إما عزل عن الرئاسة في مصر، أو أن يصاب بنوبة قلبية أو أن يغتاله شخص ما. وبعد عدة سنوات من ذلك، وفي العام 1981، تحققت الإمكانية الثانية حين اغتال أحد أفراد منظمة الجهاد الإسلامي العالمي الرئيس السادات. وقد كتب "السي آي إي" عن طبيعة الزعيم المصري فقالت: "السادات هو ثوري سابق وعنصري متحمس، لكنه زعيم معتدل ودبلوماسي براغماتي".و قُبَيل المفاوضات مع "إسرائيل"، تم تقديم السادات على أنه داعية سلام يولي أهمية كبرى للشكل الذي سيتذكره التاريخ به.
وحول الرئيس ياسر عرفات، توقعت "السي أي أيه" أنه ومنذ العام 1977، سوف يكون عرفات مستعدًا للاعتراف بـ"إسرائيل" مقابل الاعتراف بدولة فلسطينية، وفي برقية مصنّفة تم التبليغ عن أن عرفات يطلب نقل رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة، تقضي بأنه مستعد للعيش بسلام إلى جانب "إسرائيل" مقابل اعتراف أمريكي بفكرة الدولة الفلسطينية، لكن الولايات المتحدة لم تستجب إلى إشارات عرفات، وفي العام 2002 فقط أعربت عن دعمها العلني لإقامة دولة فلسطينية.