نشرت صحيفة "هآرتس" على موقعها الإلكتروني تحليلا تحدثت فيه بإسهاب عن عملية خانيونس التي نفذها امس عناصر من كتائب القسام ضد جنود من سلاح الهندسة في جيش الاحتلال أصيب خلالها 5 من جنود الاحتلال واستشهد احد المنفذين.
وقالت الصحيفة في تحليلها "إن الكمين الذي نفذه عناصر كتائب القسام للجنود الإسرائيليين قد ادخل حرب العقول بين إسرائيل وحماس مرحلة جديدة، وأن قيادة الجيش ستطلب من قيادة المنطقة الجنوبية توضيحات حول التأكد إن كان بالإمكان تجاوز الكمين في النفق".
وأضافت الصحيفة "في السنوات التي سيطر فيها الجيش الإسرائيلي على منطقة الحزام الأمني في جنوب لبنان، كان الجيش الإسرائيلي يتحدث دائماً عن حرب أدمغة بين منظمة حزب الله اللبناني وإسرائيل"، مشيرة إلى أن الحزب كان يبتكر طرقا جديدة لمهاجمة مواقع وقوافل الجيش في منطقة الحزام الأمني، وعندما كان يجد الجيش حلولا عملية دفاعية وهجومية، كان الحزب يرد بتغيير وسائله وخططه، وكان هذا الأمر بحسب الصحيفة "كلعبة شطرنج طويلة ومرهقة، أو لعبة مطاردة لا تفضي إلى نتائج قطعية".
وأوضحت الصحيفة "أن الأمر بدأ بشكل مشابه يتكون في قطاع غزة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي"، لافتا إلى أن الظروف الاستراتيجية الإقليمية، وعلى رأسها الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، وعملية عامود السحاب التي نفذها جيش الاحتلال في نوفمبر العام الماضي، هي التي لا تسمح لحماس بالمبادرة بهجمات نوعية على مواقع الجيش الإسرائيلي في محيط قطاع غزة.
وكبديل عن ذلك بحسب الصحيفة قامت الحركة باستثمار جهود مكثفة في خطط لعمليات "موضوعة على الرف"، وتتضمن خطط طموحة لتنفيذ عمليات واسعة النطاق في الوقت التي تعطى فيها الأوامر لتفعيل الأنفاق العسكرية.
وبحسب التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي، فإن حركة حماس حفرت في السنوات الأخيرة عشرات الأنفاق والتي تنتهي إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وأحد أكبرها تم اكتشافه قبل عدة أسابيع قرب كيبوتس العين الثالثة".
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات من فرقة غزة عملت أمس الخميس، على الجانب الفلسطيني من الجدار، مقابل العين الثالثة، من أجل نسف ما تبقى من النفق للحيلولة دون عودة حماس إليه واستغلاله، إلا أن حماس استبقت هذا الحدث واستعدت لذلك، حيث أنها بادرت بتفجير النفق، الأمر الذي أدى إلى انهيار قطعة من الأرض سدت امتداد النفق، لمنع تقدم القوات الإسرائيلية داخل النفق, ومن أجل تفجير امتداد النفق بأكمله تطلب ذلك من الجيش الإسرائيلي إزالة السد الترابي الذي أحدثته حماس.
وبحسب تقديرات جيش الاحتلال فإن النفق تم تفخيخه ولذلك تجنب الجيش دفع القوات إلى داخله، وبدل الدخول إلى عمق النفق تم إحضار حفار لإزالة السد الترابي، الذي تم تفجير بعبوة ناسفة كبيرة الحجم مما أدى إلى وقوع إصابات مباشرة في صفوف ضباط وجنود الجيش الذين تواجدوا في المكان، ومن ضمن المصابين قادة سلاح الهندسة المشاركين في العملية، وهم ضابط الهندسة على مستوى تشكيلة غزة برتبة مقدم، وقائد سرية وحدة مكافحة الأنفاق وأحد قادة الفصائل فيها.
من جهة أخرى علقت القناة العاشرة العبرية على عملية النفق بالقول "إن العملية كادت أن تتسبب بكارثة حقيقية لجيش الاحتلال لو تقدم زرع العبوة الناسفة داخل النفق 4 أيام فقط".
وأوضحت القناة "أن هذه العبوة لو تم زرعها قبل 4 أيام من تفجيرها لكان وزير الجيش موشي يعلون وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي الذين زاروا النفق يوم الاثنين الماضي وتجولوا في داخله لساعات في عداد القتلى الآن".