في ١٦ / ٨ / ٢٠١٣ اعتقل الاحتلال الناشطة في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ميسر عطياني (٤٧ عاماً) من مدينة نابلس المحتلة، وهي أسيرة محررة، وإن أردتم تعريفا لها فهي نموذج المرأة الفلسطينية التي يحتذى بها في العمل السياسي والإجتماعي والخيري الفلسطيني فلا يكاد أي اعتصام سياسي أو مناسبة اجتماعية في مدينتها تخلو منها، تارة تراها بين طواقم المسعفين في أي عملية عسكرية تتعرض لها المدينة على يد قوات الاحتلال وفي زاوية أخرى تجدها أولى المبادرات في الحملات الخيرية بشهر رمضان والأعياد.
والدتها: وهبت روحها للأسرى
ميسر التي وهبت نفسها للأسرى وعوائلهم، وهي الأسيرة المحررة كانت دائما في عمل دؤوب ومتواصل بحسب والدتها، لتكون أحد أهم الركائز الأساسية في تصليب مواقف الأسرى داخل السجون والنضال لإنصاف حقوقهم من الجهات المعنية بعد التحرر فعلى مستوى الوطن لا يوجد أسير إلا وكتب قلمها عنه ولا يوجد أسيرة إلا تابعت تفاصيل اعتقالها منذ الاعتقال حتى الإفراج، وعملت على مساعدتها.
وهي كذلك حاولت دائما توفير أي مساعدة لأهالي الأسرى خاصه حديثي الاعتقال منهم، وهي اليوم معتقلة للمرة الثالثة على التوالي، بصحبتها ١٦ أسيرة من الضفة الغربية المحتلة.
وضع صحيّ سيء داخل السجن
في يوم السبت ٧ / ٩ / ٢٠١٣، أي بعد ٢١ يوماً على اعتقال أسيرتنا عطياني نشرت وزراة الأسرى تقريراً مفصلاً عن أوضاع الأسيرات الصحية السيئة في سجن هشارون الاحتلالي، وعن ظروف الاعتقال أفادت الأسيرة منى قعدان عند التقائها بمحامية وزارة الأسرى مؤكدة أن ميسر - عامود البيت كما وصفتها أمها- تعاني من اوجاع دائمة في الظهر والقدم اليمنى (جراء اصابتها بمرض الديسك)، وزادت آلامها خلال فترة الاعتقال جراء تنقلها بالبوسطة وتعرضها لتحقيق قاسي إستمر لثلاثة عشر يوماً، إضافة لعدم وجود سرير مناسب لوضعها الصحي، وبحسب إفادت الأسيرة قعدان فإن ميسر لاقت صعوبة بالغة في ابتلاع الدواء إضافة لمماطلة إدارة السجون بإدخال دوائها الذي تحتاج تناوله بشكلٍ يومي، حتى لبعد الشهر من اعتقالها بحسب شهادة شقيقتها.
في صبيحة ١١/ ٩ / ٢٠١٣ أصدرت محكمة سالم العسكرية حكماً بالسجن الفعلي 3 أشهر ودفع غرامة مالية بقيمة 2000 شيكل، والتهمة دخولها لمنطقة الطيرة المحتلة في الداخل دون تصريح، ومن ثم منعت ذويها جميعاً من زيارتها، عدا والدتها التي لا تستطيع زيارتها لسوء وضعها الصحيّ وتجاوز عمرها السبعين عقداً، عندما سألنها كيف الحال يا حجة قالت: "ميسر عمود البيت غايبة، كيف بدو يكون حالي يما؟! والله يما ما عارفه أقعد بدونها" وأضافت أعيش مشغولة البال عليها، ظهرها الذي أجرت له عمليه قبل اعتقالها بأيام، لم يشفَ بعد وجميع العائلة تشعر بفراغ غيابها عنا.. الصغير أمجد ابن أخيها قال لي: " حين سأرى المحامي سأعطيه كامل المبلغ الذي عملت على تحصيله ليخرجها أنا اشتقت لها ولم أعد أريدها أن تغيب".
يذكر أن أول اعتقال للأسيرة عطياني كان في العام ١٩٨٦م، واعتقلت لشهرين إثنين، وأعيد اعتقالها في العام ٢٠٠٧ هي وشقيقتها، تم توقيفها خلالها لعشرة أيام تعرضت خلالها لتحقيق قاسي بمعسكر الجلمة، واعتقالها الثالث هو هذا.



