شبكة قدس الإخبارية

في العيد.. وأنت تزور أرضك المحتلة

صالح مشارقة
في العيد، وأنت تزور أرضك المحتلة، بتصريح من ضابط الاحتلال، لا تشتر ملابسك منهم، تذكر انهم سلخوا جلدك في 30 حربا ومذبحة. لا تشرب قهوتهم وعصائرهم، لا «تطايب» على دمك بالسياحة والسياسة، لا تدفع لهم ضريبة سلاح يقتلونك به، لا تتفهم التجار اليهود المتقاعدين من الصراع، فهم ينظرون الى جيبك ومحفظة نقودك. تذكر تلميحات ماركس: «جاءوا الى الدنيا على انها البورصة». سلم على البحر واقرأ عليه محمود درويش «عابرون في كلام عابر». وان «تلفت قلبك» وانت في الحافلة، فافتح الشباك ولوح للقرية المدفونة تحت الصنوبر والصبار. عبئ ذاكرتك بالصور، واكياسك بالتراب، قبل ان يكتبوا مقالاتهم عن السلام الاقتصادي. انت طاهر وطيب وفقير، لكن الضابط والتاجر خططا لك، يريدان ان يبيعاك ذاكرتك. وانت تنبهر بالشوارع والمباني، تذكر هندسة الألم في نهر البارد والبقعة والوحدات. لا تحقد على اطفالهم، لكن تذكر اطفالنا الذين قتلتهم قنابلهم في حرب غزة. وان مررت عن شارع بلا اسم، فهو يؤدي لسجن او لمقبرة فيها المئات منك، يسمونهم بالارقام، فهم لا يحبون أسماءنا. ويفضلوننا ارقاما متناقصة. وان غمزتك شجرة برتقال، تذكر ان جدتها في بيارة قريبة، قصوها قبل ان تهرم، فهم لا يحبون الاجيال القديمة من الكائنات والجمادات. وان ضحك لك بيت مهجور سرا، أزل الغبار عن الهلال وبلاطة «هذا من فضل ربي» او عن الصليب وبلاطة» يا رب احم هذا البيت». تتبع ظل الشجرات، اضحك على حارس الحديقة القومية، وانظر من خلف السياج او تحت الاسفلت، فالمهدوم والمردوم كان لك، ولاجدادك الذين كانوا يضعون عليه أسماءهم وادواتهم الزراعية وديون حقلهم وعقود زواجهم ورسائل حبيباتهم. لا تقرأ التاريخ بعين واحدة، افتح حواسك وغريزتك، فأنت لست ضيفا، بل صاحب بيت ومكان. وشوش البحر: «انت صاحب الخريطة». وحلم الاولاد والبنات والعشاق والمنفيين، «اينما وجدوا».