علقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم في تقرير لها حول تحركات جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية، بعد سلسلة من العمليات المسلحة أدت بعضها إلى مقتل اثنين من الجنود في الضفة الغربية والتي كان آخرها مساء الأمس حينما نفذ ملثم عملية إطلاق نار في مستوطنة "بساجوت" بالقرب من مدينة ا رم الله.
أما جيش الاحتلال فمن جانبه قد أعرب عن قلقه الشديد إزاء التسهيلات التي تمكن الإسرائيليين من الدخول إلى مناطق A على الرغم من التحذير المنصوص عليه في القانون، في حين تشير التقديرات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من أن محاولات القيام بعمليات خطف جنود أو إسرائيليين مدنيين ستتواصل من أجل مقايضتهم بأسرى فلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تزال تواصل عملياتها في التحقيق حول العملية التي وقعت مساء أمس في مستوطنة "بساجوت"، موضحة أن الأمور لا زالت مجهولة حول ما إذا كان الملثم ينوي القيام باقتحام منزل داخل مستوطنة، إلا أنه قد اصطدم بالطفلة التي قام بإطلاق النار عليها أو طعنها بحسب تضارب الأنباء حول ذلك.
ووفقاً للتقديرات في الأجهزة الأمنية فإن الفلسطيني قد قام بتنفيذ العملية لوحده، الأمر الذي يعني أنه لم يتم إرساله من قبل فصيل بعينه، ما يجعل مهمة الكشف عنه أمام جهاز الاستخبارات والشاباك في مثل هذه الحالات صعبة أو حتى مستحيلة.
وفي أعقاب الأحداث التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين أظهرت نتائج استطلاع أجرته تشكيلة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي من أن معظم الجنود الإسرائيليين يرون أن احتمال عمليات الاختطاف بحقهم من قبل فلسطينيين في مناطق الضفة الغربية منخفضة، على الرغم من حملة التهديدات المختلفة.
وكان جيش الاحتلال قد أوعز لجنوده في الآونة الأخيرة عدة تعليمات من شأنها الحفاظ على حياتهم وعدم تعرضهم لعمليات اختطاف والتي كان أبرزها عدم الصعود في الحافلات المجانية على طرق الضفة الغربية، وعدم الخروج لوحدهم من المواقع العسكرية بعد حلول الظلام، والحفاظ على اليقظة والقوة خلال القيام بعمليات مداهمات واعتقال بحق الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط في تشكيلة الضفة الغربية قوله "هناك العشرات من الإسرائيليين يدخلون على مدار الأسبوع إلى المناطق الفلسطينية على الرغم من التحذي ا رت التي أطلقناها في الآونة الأخيرة"، موضحاً أن هؤلاء الإسرائيليين من الممكن أن يصبحوا أهدافاً جيدة لعمليات الخطف التي يحاول الفلسطينيون تنفيذها يومياً من أجل مبادلة أسرى بهم.
وأشار الضابط المسؤول إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية لا تستطيع إيقافهم جميعاً بل تقوم بإيقاف اثنين أو ثلاثة أسبوعياً ويتم إعادتهم إلى "إسرائيل"، مؤكداً على أن معظم تلك الحالات يتم توجيه لائحة اتهام لهم على أبعد تقدير دون تنفيذ عقاب الحبس.
وبحسب ما تحدث الضابط فإن أعذار أولئك الإسرائيليين سواء كانوا جنوداً أو مستوطنين قد تتمحور حول أنهم يبحثون عن كراج لإصلاح سياراتهم، وفي سياق متصل أكد الضابط على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل قد يحدث في أراضي الضفة الغربية.
وأضاف "إننا في الجيش نعلم أن في كل جولة من المفاوضات مع الفلسطينيين يرافقها محاولات لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وندرك أنه نتيجة للمفاوضات سيكون لها تأثير على الأرض سواء كان ذلك على صورة اتفاق موقع بين الجانبين أو انفجار يؤدي إلى حالة من اليأس وفقدان للسيطرة الامنية".