شبكة قدس الإخبارية

دمعة أمّ عالقة في حنجرة مسؤول..والدة الأسير نعيم الشوامرة

٢١٣

 

عبد الله أبو ارجيلة

(عمري ثمانين سنة أريد أن ألمس يديه وأن أحتضنه، لقد اشتقت لان اضمه في صدري، أريد ابني حيا لا شهيد). كانت أولى كلمات والدة الاسير محمد نعيم الشوامرة، من سكان مدينة دورا جنوبي الخليل المحتلة، التي لم تتمنى سوى أن تحضن ابنها قبل أن تموت والمعتقل منذ عشرين عاما في سجون الاحتلال والمحكوم بالمؤبد.

 جاءت الوالدة بصحبة شقيقته وزوجته وابنته من مدينة الخليل إلى مقر الصليب الاحمر في رام الله ليوصلوا رسالة الحرية لولدها إلى كل مسؤول فربما لم يسمعها أحد بعد، ورغم ذلك ومع سقوط أول قطرات الغيث رفعت يديها الى السماء ودعت الله أن يحمي ابنها ويفرج عنه قبل وفاتها هذه الأم التي ظهرت التجاعيد على وجها من الم الزيارات لم تثق بان النصر والفرج لا يأتي إلا من الله.

 والدة الأسير الشوامرة اعتبرت أن المسؤولية تقع على كل فلسطيني يستطيع أن يقدم للأسرى بما استطاع وبكل الوسائل والطرق المتاحة لكل فرد فلسطيني وعربي ومسلم، والأمر لا يحتاج لتوصيه أو طلب.

 الوضع الصحي للأسير نعيم يونس محمد شوامرة سكان دورا – الخليل 43 عاما، والمحكوم بالمؤبد في تدهور مستمر حيث يعاني منذ فترة من ضعف وارتخاء في اللسان والشفة وآلام شديدة في الرأس ويواجه صعوبة في الكلام إضافة إلى صعوبة في تناول الطعام وآلام حول العينين وضعف وارتخاء في اليدين والرجلين، بحسب آخر التقارير الطبية الواردة من الصليب الأحمر ونادي الأسير، الاسبوع الماضي، والتي اعتبرته من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال.

09

 ونقل النادي عن الاسير الشوامرة الذي يقبع في سجن عسقلان قوله بأنه أجرى له فحص في مستشفى برزلاي الإسرائيلي ولكن لم يكشف له عن نتيجة هذه الفحوصات ولم يعط الأدوية اللازمة، مشيراً أن يده اليمنى في ضعف كبير ويعاني من ثقل في اللسان ويطالب بإدخال طبيب بأسرع وقت ممكن لأنه يعاني من مماطلات كثيرة من قبل أطباء إدارة السجون.

 وبحسب احصاءات وزارة الاسرى فأعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال آخذه بالإزدياد وبدون توقف ووصلت بعض الحالات إلى الخطر الشديد حد الموت نتيجة سياسة الاهمال الطبي المتعمد من قبل مصلحة ادارة السجون وأن هذه الادارة لا تسمح الى بوجود طبيب واحد من الصليب الأحمر لكافة المعتقلين في سجون الاحتلال وما تمارسه مصلحة السجون من تجارب على الاسرى والتي كان ضحيتها العديد من الاسرى واخرها محمد نعيم شوامرة والتي تعتبر اخطر الحالات الصحية نتيجة ضمور اصاب العضلات.

 في الوقت الذي يطالب فيه الاسرى وذويهم والمؤسسات العاملة لإنقاذهم من غياهب السجون بضرورة وقوف كل مسؤول فلسطيني عند مسؤوليته وكل فصيل عند واجباته اتجاه الاسرى المرضى فهم لا يحتاجون الى خطابات وتصريحات يحتاجون الى الحرية وهم أحياء.