القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان "إن الممارسة العملية خلال العقد الأخير سواء للحركة الإسلامية عموما أو حركة حماس على وجه الخصوص تؤشر إلى الاستناد لفقه "المصالح والمفاسد" أو ما يطلق عليه البعض فقه "الضرورة" وأحياناً فقه "المرحلة"، لتحقيق المصلحة في ظل واقع معين، هذه الرؤية تضفي الجانب الشرعي على السلوك من ناحية، وتعطي المبرر لاستخدام العنف بأشكاله المختلفة تجاه الآخر المختلف معها".
وأضاف دحلان تعقيبا على المؤتمر الصحفي الذي عقدته داخلية حركة حماس الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2013 والذي عرضت فيه ما ادعت انه اعترافات لمتخابر مع اسرائيل؛ اعترف بوجود مخطط اسرائيلي فلسطيني عربي لاسقاط حكمها في قطاع غزة بالقول: "في هذا السياق يمكن تفسير استخدام الحركة للكذب والعنف كأحد أدوات تحقيق مصالحها الضيقة استناداً لفقه "الضرورة"؛ وتؤشر تجربة الماضي لحركة حماس إلى ذلك بوضوح".
وتابع دحلان "إنه في ضوء عدم قدرة الحركة على وقف حركة غضب الشارع المتأهب للخروج على الاستبداد والظلم؛ يصبح اللجوء لفقه الضرورة من قبل حماس مطلباً ملحاً للخروج من المأزق؛ ويصبح توفير غطاء من الكذب لتلفيق التهم لأعدائها المناهضين أمراً ضرورياً".
واعتبر "دحلان" أن "تلفيق تهم العمالة لمعارضيها وخصومها ينبئُ بتأسيس حماس لمبررات استخدام العنف المفرط والقمع الشديد ضدالجماهير التي تتهب للخروج على استبدادها؛ ويؤشر خطابها السياسي؛ وممارستها العملية المتمثلة في استعراضات كتائب القسام الليلية واستدعاء الكتاب والصحفين وكوادر التنظيمات الأخرى على ذلك".
وأشار" دحلان" الى أن الشعب الفلسطيني أضحى مدركاً لإسلوب حركة حماس؛ وعازماً على انهاء حالة الاستبداد والقهر والقمع المنظم؛ بعد أن كسر حاجز الصمت والخوف مراراً؛ وعلى حماس أن تدرس التاريخ جيداً؛ فالشعوب من غير الممكن أن تخضع للظلم والاستبداد إلى ما لا نهاية".
وقال دحلان "على حماس التي أسقطت خيار المقاومة وأقامت منطقة عازلة على حدود القطاع مع الاحتلال ولاحقت المقاومين وزجت بهم في سجونها وأذاقتهم أصناف العذاب فخذلت الجماهير وأخلفت وعدها ونكثت عهدها مع الشعب أن تُعيد حساباتها بدلاً من تلفيق التهم ونشر الأكاذيب لتبرير العنف والقمع في سبيل الحفاظ على ادامة الهيمنة في قطاع غزة وخدمة مصالحها الضيقة؛ وأن تنظر لنطاقٍ أوسع من المصالح الكلية للشعب والقضية الفلسطينية؛ فتتعاطي مع رغبة الجماهير؛ وتعلن استعدادها للمصالحة والعمل لوحدة الوطن".