شبكة قدس الإخبارية

الأسير الأردني علاء حماد... الرواية الكاملة لحياته وقصة اعتقاله

هيئة التحرير

حمل الأسير علاء حماد في قلبه الكثير من الحنان والدفء والعاطفة الجياشة لعائلته ولأولاده، هذا ما رددته كثيرا والدة الأسير علاء وزوجته في حوار خاص أجراه فريق دعم الأسرى الاعلامي "فداء" مع العائلة وذكروا لنا بعضا من جوانب اعتقاله وكيف أثر غيابه على حياة العائلة، وهذا نص الحوار كاملا:

بطاقة تعريفية

ولد الأسير علاء حماد في 20-10-1978م في مدينة القدس المحتلة، وعاش في أسرة ملتزمة وتخلق بأخلاقها وواظب على الصلاة في المسجد وهو ابن عشر سنين، متزوج ولديه ستة أولاد: مريم (14سنة) ومرام(13سنة) ويوسف (11 سنة) وريم (9 سنوات) وابراهيم (8 سنوات) وعيسى (7 سنوات)، أكمل دراسته الثانوية في عمان ثم عمل في مطعم للوجبات السريعة في حي نزال، وسكن مع عائلته في منطقة الجبل الأخضر، ويحمل الأسير حماد الهوية المقدسية.

تقول زوجته "أم يوسف": لقد أحب علاء القدس كثيرا وكان متعلقا بها، حيث أنه كان يذهب إليها كلما أتيحت له الفرصة ولا أذكر أنه قد غاب عنها لفترة طويلة، وقرر في النهاية أن يستقر في القدس ويفتح مطعما على غرار المطعم الذي يعمل به في عمان،فاتفق معي أن يذهب هو أولا ثم يقدم لي معاملة "لم شمل" بحكم أنني أحمل الجنسية الأردنية حتى أستطيع اللحاق به أنا والأولاد.

كيف كانت آخر مرة ذهب فيها زوجك إلى القدس، وكيف كان خبر اعتقاله؟ وتكمل أم يوسف حديثها قائلة: حزم علاء أمتعته وودع أهله وغادر إلى المدينة التي يحب، وبدأ فور وصوله إلى هناك بتجهيز المطعم وقدم أوراق المعاملة ولكن للأسف لم يكمل الشهر حتى اعتقله الصهاينة بتاريخ 24-11-2006م، وعندما سمعت بالخبر صدمت بشكل كبير ولم أتوقع أبدا أن يتم هذا – وكانت تردد بعد كل جملة بصوت الزوجة الصابرة الواثقة بنصر ربها: الحمد لله وحسبي الله ونعم الوكيل-.

أما والدة أسيرنا قالت: لقد طلب مني علاء حينها أن أذهب معه ولكني لم أكن مستعدة لذلك فقلت له اذهب لوحدك والمرة القادمة سآتي معك ان شاء الله، فودعته وذهب لوحده وبعد أقل من شهر أخبروني باعتقاله فكانت صدمة كبيرة ونزلت علي كالصاعقة لم أتوقعها أبدا لدرجة أنني تأملت كثيرا أن يكون هذا الاعتقال استجوابا لعدة ساعات ثم اطلاق سراحه ولكن حدث ما كنا نخشاه والحمد لله على كل شيء وفرجه قريب بإذن الله.

كيف تابعتم خبر الاعتقال؟ "مضى 45 يوما ولم نعرف عنه شيئا وبعد هذه الفترة أخبرونا أنه قد اعتقل في سجن الرملة، وكانت تهمته التخطيط لأسر جندي صهيوني ومبادلته بأسرى فلسطينيين، والانتماء لصفوف حركة المقاومة الاسلامية حماس، وقد حكم عليه بعد سنة كاملة من المماطلة في إصدار الحكم والذي بلغت مدته اثنا عشر عاما".

وتضيف "كان محامي علاء قد أخبرنا بأن المتوقع لمدة الحكم أن تكون من (2-4) سنوات لعدم وجود أدلة ولعدم تنفيذ أي عملية أسر لجندي صهيوني، فكان أملنا كبيرا أن لا تزيد عن 4 سنوات ولكننا اعتدنا على اصدار الأحكام الجائرة في محاكم الاحتلال الإسرائيلي".

هل تواصلتم مع علاء بعد ذلك وكيف تم هذا التواصل؟

تقول لنا زوجته: كنا بالبداية نتواصل معه بالرسائل المكتوبة بخط اليد وكانت تلك الرسائل تصلنا بعد كتابته لها بشهرين أو يزيد وعند ردنا عليها تصله بعد مضي الفترة الزمنية ذاتها، ولم نسمع صوته إلا بعد مرور عامين كاملين على اعتقاله حيث تحدث معنا هاتفيا لمدة عشر دقائق.

أهم محطات اعتقال علاء: أضرب علاء في شهر 9-2011م وكان مطلبه الوحيد هو السماح له بالحديث هاتفيا مع أهله فوعده الاحتلال بذلك بعد شهر من اضرابه فعلق اضرابه وقام الاحتلال بنقله من سجن جلبوع إلى سجن مجدو بحجة أنهم سيسمحون له أن يتكلم مع أهله ليطمئنوا عليه ولكن تبين له بعد فترة أن الاحتلال قد وعده وعودا كاذبة ولم يسمح له أن يتصل مع أهله وأعادوه ثانية لسجن جلبوع حيث ظروف الاعتقال في هذا السجن سيئة جدا فخاض الاضراب مرة أخرى ولمدة أسبوعين لتلبية مطالبه وإخراجه من سجن جلبوع فقام الاحتلال بنقله إلى عدة سجون كان آخرها سجن نفحة المتواجد فيه حاليا.

كيف أثر غياب الأسير علاء حماد على أطفاله؟ تقول زوجته إن "أطفاله يفتقدونه بشكل كبير وخصوصا في فترة الأعياد حيث أنهم يتمنون أن يكون والدهم معهم في البيت وأن تكون العائلة جميعها متواجدة، ولكن والدتهم تحاول أن تعوضهم بما تستطيع وتعطيهم "العيدية" وتقول لهم هذه من والدكم، كما أن والد ووالدة علاء يحاولان دائما أن يعوضوا الأولاد ما ينقصهم".

وتضيف "هم دائما فخورون بوالدهم، ومريم ومرام ما زالوا يتذكرون مدى حنان والدهم وكيف كان يلاعبهم، أما عيسى فقد حمل في قلبه الصغير حقدا كبيرا على الصهاينة الذين غيبوا والده عنه فلم يره إلى الآن ويظهر هذا جليا وهو يردد دائما ويقول بلسان طفل بريء :"بدي أطخ اليهود وأذبحهم وأجيب بابا ... بدي أجيب بابا".

- ما أكثر الصفات التي تغيرت في شخصية "أم يوسف" بعد اعتقال الزوج؟ أم يوسف: أصبحت أعتمد على نفسي، فقد كان زوجي يحضر لي ما يتطلبه البيت، أما الآن فأنا مضطرة لتلبية احتياجاتي واحتياجات الأولاد بمفردي، كما أنني أصبحت أتحمل مسؤولية أطفالي ومسؤولية المنزل إذ أنني أقوم حاليا بدور الأم والأب معا وهو عمل مرهق جدا وأسأل الله أن يمنحني الثبات والصبر على ذلك حتى يعود لنا علاء بالسلامة قريبا بإذن الله.

إعداد: فريق دعم الأسرى الإعلامي "فداء"