أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة أن قرار العودة للمفاوضات كان قراراً فردياً اتخذه الرئيس محمود عباس وفريقه، دون أي اعتبار لقرارات المؤسسات الفلسطينية (المجلس المركزي واللجنة التنفيذية للمنظمة)، باشتراط العودة للمفاوضات بالوقف الكلي للاستيطان واعتبار قرارات الشرعية الدولية مرجعاً لعملية التفاوض وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
ورأى أبو رحمة في تصريحات له اليوم الاثنين (12|8) أن الإدارة الأمريكية مارست الخداع من أجل جرّ الطرف الفلسطيني لمستنقع المفاوضات، التي قال بأن الهدف منها توفير غطاء سياسي لمخططات الاستيطان والتهويد التي تجري على قدمٍ وساق في الضفة والقدس المحتلة.
وأكد على أن استمرار محمود عباس وفريقه في الرهان على المفاوضات، بالمرجعية الأمريكية، كخيار وحيد يفُقد الشعب الفلسطيني امكانية الاستفادة من الخيارات البديلة المتاحة، ويكرس حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، باعتبار أن الانقسام العميق في الساحة الفلسطينية هو نتاج لخيار أوسلو العقيم.
وتعقيباً على الموقف الأوروبي بوقف التعاملات التجارية مع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 1967، أشار أبو رحمة إلى أن قرار العودة لطاولة المفاوضات في ظل استمرار المخططات الاستيطانية يقطع الطريق على إمكانية تطوير الموقف الأوروبي وتحشيد موقف دولي يستهدف اتخاذ إجراءات عملية ضد الحكومة الإسرائيلية، على اعتبار أن الاستيطان "غير شرعي" بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، واتفاقات جنيف الرابعة، ومحكمة لاهاي، مشيراً إلى أنه من غير المعقول أن يطالب الفلسطينيون دول العالم بأن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
ودعا أبو رحمة إلى عدم الاكتفاء بمواقف الإدانة للقرار الإسرائيلي، بل اتخاذ موقف واضح بالانسحاب من المفاوضات، والعودة للمؤسسات الفلسطينية من أجل الاتفاق على برنامج نضالي لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، وبضمنه سرطان الاستيطان والتهويد.
وأكد أن "الظروف باتت مواتية أكثر الآن من أجل تجاوز حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة برنامج مقاومة يستند إلى الحقوق والثوابت الوطنية، وتجاوز الرهان على مشروع السلطة والمفاوضات مقابل إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها إطار وطني جامع، وقيادة حركة تحرر وطني تستهدف طرد الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير والدولة"، كما قال.