نظمت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ظهر الثلاثاء (30|7)، اعتصاماً أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، تنديداً باستئناف المفاوضات، وذلك بمشاركة جماهيرية وفصائلية واسعة.
ورفع المشاركون في الاعتصام الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات وشعارات تدعو الى رفض المفاوضات ، وتحذر من الانزلاق نحو مفاوضات "عبثية".
ودعا القيادي في الجبهة طلال أبو ظريفة، رئيس السلطة محمود عباس والمفاوض الفلسطيني إلى رفض العملية التفاوضية لتناقضها مع موقف الاجماع الوطني الفلسطيني التي بلورته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها الأخير في التاسع عشر من الشهر الجاري، وغياب توفر المتطلبات لمفاوضات متوازنة تضمن الوصول إلى تحقيق الاهداف الوطنية لنضالات شعبنا الفلسطيني.
وطالب القوى السياسية الفلسطينية بالضغط على المفاوض الفلسطيني للحيلولة دون انخراطه في عملية تفاوضية لم تتوفر فيها الأسس الضرورية والصالحة لانطلاقتها، بكل ما تحمله على المصالح الوطنية وعلى الحقوق الوطنية الفلسطينية من مخاطر.
وجدد القيادي في الجبهة الديمقراطية دعوته للرئيس عباس إلى رفض الضغوط الاميركية وسياسة الابتزاز المالي، والانخراط في حوار وطني جاد يعيد صياغة التوجهات الفلسطينية بجوانبها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يضمن تحصين الحالة الفلسطينية ضد الضغوط الاميركية والاسرائيلية، ويوفر عناصر الصمود واستنهاض الحالة الشعبية الفلسطينية في مناطق تواجدها في الوطن والشتات.
وأكد أن العودة للمفاوضات وفق خطة كيري تشكل ارتداداً كاملاً من المفاوض الفلسطيني عن مواقفه السابقة، وتنازلاً خطيراً يبرره الرئيس عباس بحصوله على ضمانات أمريكية تضمن له سيراً ناجحاً للعملية التفاوضية بما يخدم المصالح الفلسطينية. داعياً الجانب الفلسطيني إلى وضع حد للعبة الضمانات الامريكية البائسة. بحسب قوله.
وفي ذات السياق قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إن قرار العودة إلى طاولة المفاوضات لم يخضع للنقاش في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولا في أي مؤسسة من مؤسساتها، وعليه فإن قراراً كهذا "لا يثل الشعب الفلسطيني ومن الضروري وقف العمل به"، حسب تقديره.
وقال عضو المكتب السياسي في الجبهة أبو أحمد فؤاد، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء (30|7)، "ليس من حق أحد أن يفرض رأيه أو قرارته على المؤسسات والهيئات التي تمثل الشعب الفلسطيني بما في ذلك القوى التي لازالت خارج إطار مؤسسات منظمة التحرير"، وفق رأيه.
وأضاف أن قرار استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي يجب أن يخضع لتقييم للتجربة السابقة "بما حملت من مآسي ومصائب"، داعياً إلى صياغة استراتيجية وطنية مغايرة لمعاهدة "أوسلو" وما أعقبها من اتفاقات مضرة بالمصالح الفلسطينية والقضية الوطنية.
وشدّد فؤاد على أن "الجبهة الشعبية" ستستمر بمعارضتها للنهج السياسي والتفرّد الذي تمثله "القيادة المتنفذة" حتى يسود النهج الديمقراطي في الأراضي الفلسطينية المتمثّل بإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير وانتخاب الهيئات القيادية من داخل الأراضي المحتلة وخارجها، على حد تعبيرها.
وفي سياق متصل، أدان القيادي الفلسطيني قمع الأجهزة الأمنية برام الله يوم الأحد الماضي لمسيرة نظمتها "الجبهة الشعبية" تنديداً بقرار العودة للمفاوضات، مؤكداً أنه من حق فصائل العمل الوطني القيام بنشاطات وفعاليات جماهيرية لـ "الضغط على القيادة المتنفذة وتصحيح أي أخطاء ولمنع تقديم أي تنازلات على حساب الشعب وقضيته الوطنية"، حسب وصفه.