قال القيادي المفصول في حركة فتح "محمد دحلان" "إن موافقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "شخصيا"على العودة للمفاوضات المباشرة مع حكومة الاحتلال مقابل مايروج من تسهيلات، ودونما ثمن سياسي يرتقي الى مستوى الصمود الفلسطيني الاسطوري انتحار سياسي، فضلا عن كونه استخفافا خطيرا بالثوابت الفلسطينية التي قدمت لاجلها التضحيات الجسام واضعافا للروح الثورية التي بدأت تنبعث في محيطنا العربي".
وأكد في الوقت ذاته أنه "يضاعف من عمق الشرخ الاخذ بالاتساع بين شعبنا الفلسطيني وقيادة لم تقدم له إلا مزيدا من الفشل والاخفاقات خلال سبع سنوات خلت منذ الانقلاب العسكري لحماس، إضافة إلى كون الموافقة الشخصية لعباس أتت خضوعا للضغط الدولي وخداعا لشعبنا الفلسطيني وجرا له ليلهث وراء سراب"، على حد قوله.
وأضاف دحلان "إن افتقادنا لعناصر القوة والضغط بحكم استبعاد الشعب عن المشاركة الفاعلة في العمل الوطني اعتقادًا بأن النخبة تستطيع تحقيق أي إنجاز بعيدا عن الغطاء الشعبي، أو أنها تستطيع ان تلزم الشعب دون علمه أو قبوله، خطأ فادح".
وأكد دحلان على أن "الفشل الذريع لتجربة التفاوض مع الاحتلال وغياب قواعد استخلاص العبر ومضي قيادة ضعيفة في مسيرة التفاوض بجبهة وطنية ضعيفة ومفككة لن يكبد شعبنا البطل الامزيدا من الخسائر والاثمان الفادحة".
وأضاف أن "المسار السياسي يحتاج إلى رؤية جديدة تؤسس الالتزام بثوابت نراها مهددة في ظل قناعة رئيس السلطة بأن المفاوضات بحد ذاتها هي الهدف وأننا الطرف الضعيف في المعادلة رغم امتلاكنا لأقوى أوراق ادارة الصراع".
وأشار دحلان الى انه "لا مفاوضات مجدية تخوضها قيادة ضعيفة، ولا نتائج حقيقية لمفاوضات مع صقور اسرائيل غير المزيد من التنازلات المجانية، مؤكدا على أن "أسس وقواعد العودة إلى طاولة المفاوضات نٌسفت، واسرائيل تمعن في سياسات التهويد والاستيطان، وبات حل الدولتين في ضوء غول الاستيطان مستحيلا، فضلا عن إنكار القيادة الاسرائيلية ورفضها لعودة التفاوض على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 كمرجعية لاي عملية تفاوضية".
ودعا القيادي الفلسطيني الى ضرورة "الالتفاف حول رؤية وطنية استراتيجية موحدة والالتفات الى الوضع الفلسطيني الداخلي والتمسك بالثوابت والانحياز لارادة الشعب والاستفادة من المتغيرات في محيطنا وعمقنا العربي لصالح نضالنا التاريخي، والا فان الاحتلال سيحصد نتائج اي مفاوضات مقبلة".
وختم دحلان حديثه بالقول "إن استمرار الرئيس محمود عباس في تفرده باتخاذ القرارات المصيرية دونما الالتفات لرأي الشعب والاطر القيادية وقيادة حركة فتح سيجر على شعبنا الويلات، فلقد أشبعنا عنتريات وتصريحات عن شروطه للعودة الى المفاوضات خلال ثلاث سنوات خلت، ثم ينكفئ كعادته ويقبل مذعنا الشروط الاسرائيلية ليطبع اليأس والاحباط في الوعي الفلسطيني".