هم 67 عائلة أي حوالي 400 لاجئ فلسطيني مهجر من سورية، يقيمون في 60 خيمة أقامها الأهالي لطوارئ الإيواء المؤقت بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الملاصق لمدينة صيدا في جنوب لبنان.
مؤسسة "ثابت" زارت التجمع بتاريخ 16/7/2013 والتقت بالأهالي واستمعت إلى معاناتهم وشكواهم واحتياجاتهم من الغذاء والدواء والكساء والماء والإيواء. واستمعت كذلك لتذمرهم من الصحافة ووسائل الاعلام والمسؤولين والفصائل والأونروا والمؤسسات المحلية والدولية. يحدثنا الناطق باسم التجمع خالد موسى "أبو موسى" بأن "معظم اللاجئين ينتمون إلى قرى فلسطينية تابعة لقضاء طبريا وحيفا في فلسطين جاؤوا على عجل من مخيمات سورية من اليرموك وسبينة وخان الشيح وغيرها من المخيمات والمناطق هرباً من القصف والقتل والخطف والدمار والعوز وقلة الحيلة"، ويضيف "اخترنا أن نسمي مكان إقامتنا بـ "تجمع الكرامة" لعل من يؤمن بالمساواة وبحق الإنسان بالعيش بكرامة أن ينتبه إلينا ويلتفت إلى معاناتنا".
حرارة صيف تموز الحارقة بلغت ذروتها في الخيم وفيها الأطفال والنساء والرجال وكبار السن والمرضى وأصحاب الإعاقات. خيمٌ صُنعت من قطع الكرتون القديمة والقماش الممزق وقطع الخشب المتناثرة والنايلون والاوراق وغيرها من بقايا الاشياء مما وقع عليه السكان ليستروا عوراتهم. ومن حسن حظ البعض وجود بعض الأشجار التي تستظل خيمهم في ظلها فتخفف عنهم تأثير أشعة الشمس الحارقة.
جميع الزواحف والقوارض من الأفاعي والعقارب والجرذان والفئران والصراصير والنمل والبعوض وغيرها.. أصبح لها مكان داخل الخيم وبين الزواريب والأماكن الضيقة التي تفصل كل خيمة عن الأخرى، ويحسب لها الأهالي في كل يوم وليلة ألف حساب، فقد تمكن أحد الجرذان من نهش يد الطفل (وليد) الطرية ذي الثلاثة سنوات وهو نائم في خيمته بين ذويه.
"حالات الاسهال بدأت تكثر عند بعض الاطفال"، يقول احد الواقفين ويراقب، "مياه الشرب متوفرة فقط عندما تتوفر الكهرباء، مياه الاستحمام فقط باردة والمياه الساخنة غير متوفرة، مياه الغُسل متوفر ايضا وبنفس مكان الاستحمام، 60 خيمة تحصل على 15 امبير من الكهرباء" يضيف أبو موسى، لا يوجد مجاري بين الخيم، فبقايا المياه يتم التخلص منها هنا وهناك تارة لتبتلعها الأرض أو لتتجمع لتكثر حولها الحشرات والروائح الكريهة، المراحيض أيضا متوفرة، هناك اثنان للرجال واثنان آخران للنساء، واثنان للاستحمام للرجال وأيضا مثيل لها للنساء فالمساواة مطلوبة!. والإزدحام يشتد صباح كل يوم.. ومعه تكثر المشاكل والتدافع.
تقول السيدة أم مصعب، "في مخيم اليرموك كانت مائدتي في شهر رمضان المبارك فيها ما لذ وطاب والعائلة كانت تجتمع مع بعضها البعض، أما اليوم فان فطورنا شوربة العدس وأفراد العائلة مشتتين، وكرامتي لا تسمح لي بأن أقف على أبواب المؤسسات نستجدي الطعام، لا نريد أن نستوطن في هذه البلاد، ولولا ما أصابنا من الخوف على أنفسنا وبيوتنا وأعراضنا ما تركنا منازلنا في مخيماتنا في سورية، ولكن أين هي الانسانية؟ اين هو شعور الانسان مع أخيه الانسان؟ أين الكرامة؟ متى يرانا الناس ويشعر بنا ويتجاوب مع مطالبنا"، صرخة اطلقتها ام مصعب باسم أهالي التجمع لعلها تصل الى آذان المعنيين من المؤسسات الدولية والمحلية والأونروا والفصائل واللجان الشعبية والأهلية، لتشاركها "ثابت" الصرخة، ولنغادر التجمع ونسأل متى تحل الكرامة على تجمع الكرامة؟






