شبكة قدس الإخبارية

ترحيب عربي ودولي برد حماس: آمال كبيرة وكثيرة بتوقف الحرب 

معرض صورتان (2)

متابعة قدس: سلّمت حركة حماس مساء أمس ردّها الرسمي إلى الوسطاء، مصر وقطر، بشأن المقترح الأميركي لوقف الحرب في غزة. وفي بيانها، قالت الحركة: “انطلاقًا من المسؤولية الوطنية وحرصًا على وقف العدوان وحرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا في قطاع غزة، اتخذت الحركة قرارها وسلمت ردها إلى الوسطاء.” وأكدت أنها موافقة على الإفراج عن جميع أسرى “إسرائيل”، سواء أحياء أو جثامين، “وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب، ومع توفير الظروف الميدانية الملائمة لعملية التبادل.”

كما أعلنت الحركة استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) تُشكَّل بالتوافق الوطني وتحظى بدعم عربي وإسلامي، في خطوة اعتبرتها جزءاً من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني. وأضاف البيان أن ما ورد في المقترح الأميركي بشأن مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني يرتبط بموقف وطني جامع وبالقرارات الدولية ذات الصلة. وختمت الحركة بالتأكيد: “نقدّر الجهود العربية والإسلامية والدولية، وكذلك جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعية إلى وقف الحرب على قطاع غزة، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، ورفض احتلال القطاع أو تهجير سكانه.”

الرد الأميركي جاء سريعاً وواضحاً. ففي صورة من المكتب البيضاوي، نشر الرئيس دونالد ترامب تغريدة أكد فيها أن بيان حماس يعني أنها “مستعدة لسلام دائم”، وطالب “إسرائيل” بوقف فوري للقصف على غزة من أجل إنجاح عملية تبادل الأسرى. ترامب شدد على أن استمرار القصف يجعل الأمر “خطيراً للغاية”، وأن الهدف لا يقتصر على غزة وحدها، بل يتعلق بسلام طال انتظاره في الشرق الأوسط.

الوسطاء والدول المعنية أبدوا بدورهم ترحيباً لافتاً. فقد أكدت مصر أن الرد يفتح نافذة جدية للتهدئة، بينما وصفت قطر الموقف بأنه خطوة مسؤولة تُسهّل جهود الوساطة. في أوروبا، عبّرت بريطانيا عن ترحيب حذر معتبرةً أن الرد يمثل أساساً لبناء مسار تفاوضي جديد، فيما جاء الموقف الإيطالي متسقاً مع الدعوات الأوروبية لوقف استهداف المدنيين.

الأمم المتحدة رفعت منسوب التفاؤل، حيث قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش: “أعرب عن ارتياحي لرد حماس وأحث الجميع على اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة.”

من أنقرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن رد حماس يمثل “خطوة بناءة ومهمة نحو تحقيق سلام دائم”، وشدد على أنه “يجب اتخاذ جميع الخطوات دون تأخير لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتحقيق سلام دائم.” أما في دبلن، فقد قال رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن: “آمل أن يمهد الإعلان الطريق لوقف إطلاق نار فوري وزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.”

أما “إسرائيل”، فقد خرج رد ديوان نتنياهو سريعاً، إذ أعلن: “إسرائيل تستعد للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من خطة ترمب الخاصة بإطلاق سراح المختطفين في ضوء رد حماس.” وأضاف البيان: “سنواصل العمل بتعاون كامل مع ترمب وفريقه لإنهاء الحرب وفقاً للمبادئ التي وضعتها إسرائيل.” هذا الموقف يعكس استعداداً للتجاوب الجزئي، لكنه يبقي على تحفظات حول وقف شامل لإطلاق النار أو انسحاب فوري، بما ينسجم مع السياسة الأمنية التي يتبناها نتنياهو.

في ضوء ذلك، تظل السيناريوهات مفتوحة بين اتفاق مرحلي يقود إلى تهدئة شاملة إذا التزمت الأطراف بتعهداتها، أو مفاوضات متقطعة تتخللها هدن مؤقتة، أو حتى عودة التصعيد إذا تعثر التنفيذ. غير أن الجامع بين مختلف المواقف الدولية هو النظر بإيجابية إلى رد حماس، خاصة بعد أن اعتبر ترامب أن الحركة أبدت استعداداً لسلام دائم، وأكد غوتيريش ارتياحه لهذه الخطوة، فيما وصف أردوغان الرد بأنه خطوة بناءة ومهمة، وأعرب مارتن عن أمله بوقف فوري لإطلاق النار. هذه الدينامية الدولية ترفع سقف التوقعات بحدوث اختراق في جدار الحرب، وتمنح غزة فرصة حقيقية لالتقاط أنفاسها وفتح الباب أمام مسار سياسي أوسع للهدوء في المنطقة.