شبكة قدس الإخبارية

استقالة مصوّرة في رويترز احتجاجًا على تواطؤ الوكالة مع الدعاية الصهيونية

استقالة مصوّرة في رويترز احتجاجًا على تواطؤ الوكالة مع الدعاية الصهيونية

أوتاوا - قدس الإخبارية: أعلنت المصوّرة الصحفية الكندية فالييري زينك استقالتها من وكالة "رويترز" بعد ثماني سنوات من العمل معها، احتجاجًا على ما وصفته بـ"تواطؤ الوكالة مع الدعاية الصهيونية، وتبريرها المتكرر لاغتيال الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأكدت زينك، التي عملت كمصوّرة لصالح الوكالة في مقاطعات البراري الكندية، ونُشرت أعمالها في وسائل إعلام دولية منها نيويورك تايمز والجزيرة، أنّ استمرار علاقتها مع "رويترز" بات مستحيلًا، في ظلّ دورها في شرعنة اغتيال أكثر من 245 صحفيًا فلسطينيًا خلال العدوان المتواصل على فلسطين المحتلة. وقالت: "أدين لزملائي في غزة على الأقل بهذه الخطوة، بل وأكثر من ذلك بكثير".

وانتقدت زينك بشدة صمت المؤسسات الإعلامية الغربية الكبرى، وعلى رأسها "رويترز"، عن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، مشيرة إلى أن الوكالة تبنّت رواية الاحتلال بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف في قصف مباشر استهدف طاقم الجزيرة بغزة، حيث نشرت مزاعم الاحتلال بشأن انتمائه إلى المقاومة، دون التحقق من صحتها، واصفة ذلك بأنه "واحد من الأكاذيب العديدة التي تبنتها هذه الوسائل وسوّقتها".

وأضافت أن هذه الدعاية لم تحمِ حتى العاملين في "رويترز" أنفسهم، في إشارة إلى استشهاد زميلها المصوّر حسام المصري، الذي ارتقى مع أربعة صحفيين آخرين في قصف مزدوج استهدف مستشفى ناصر في خانيونس، حيث يستخدم الاحتلال هذا الأسلوب بقصف الموقع أولًا، ثم استهدافه مجددًا بعد وصول الطواقم الطبية والإنسانية والصحفية.

واتهمت زينك الإعلام الغربي بلعب دور مباشر في تهيئة الظروف التي تسمح بهذه الجرائم، مقتبسة من الصحفي جيريمي سكاهيل قوله إن "كل وسيلة إعلامية كبرى – من نيويورك تايمز إلى واشنطن بوست، ومن أسوشيتد برس إلى رويترز – أصبحت حزام نقل دعائي للاحتلال، تغسل جرائمه، وتجرد الضحايا من إنسانيتهم، وتخون زملاءها، وتتخلى عن أي التزام بالأخلاقيات الصحفية".

وأشارت إلى أن تبنّي وسائل الإعلام الغربية للرواية الصهيونية دون تحقق، وبتجاهل متعمّد لأبسط قواعد الصحافة، جعل من الممكن اغتيال عدد من الصحفيين في غزة خلال العامين الماضيين، أكثر مما قُتل في الحربين العالميتين، وحروب كوريا، فيتنام، أفغانستان، يوغوسلافيا، وأوكرانيا مجتمعة، ناهيك عن تجويع السكان، وتمزيق أجساد الأطفال، وحرق العائلات أحياء.

واستنكرت زينك صمت "رويترز" عن الدفاع عن أنس الشريف رغم مناشداته المتكررة لحمايته، بعد أن وضعه جيش الاحتلال على "قائمة اغتيالات" علنية بتهمة انتمائه للمقاومة. وأكدت أن تلك القائمة جاءت بعد تقرير مصوّر أعدّه الشريف عن المجاعة المتصاعدة في غزة، تبعته تهديدات مباشرة من ناطق باسم جيش الاحتلال في مقطع مصوّر، تمهيدًا لاغتياله لاحقًا، في جريمة لم تتناولها الوكالة بحدها الأدنى من الصدق الصحفي.

وختمت زينك بيانها بالقول: "لم يعد في وسعي حمل بطاقة رويترز إلا بشعور عميق بالخزي والحزن. لا أعرف كيف أبدأ بتكريم شجاعة وتضحية الصحفيين في غزة، الأشجع والأعظم في تاريخ الصحافة، لكن من الآن فصاعدًا، سأكرّس كل ما أستطيع لتخليدهم".

وأمس الإثنين، ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 246 شهيداً منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، بعد الإعلان عن استشهاد الصحفي حسن دوحان، الذي يعمل مع صحيفة الحياة الجديدة، إثر إصابته برصاص جيش الاحتلال في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع.

واستشهد دوحان بعد ساعات قليلة من استشهاد خمسة من الصحفيين الفلسطينيين في الجريمة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بقصف مجمع ناصر الطبي بمحافظة خان يونس، وهم: الصحفي حسام المصري (وكالة رويترز للأنباء)، الصحفي محمد سلامة (قناة الجزيرة)، الصحفية مريم أبو دقة (وكالة AP واندبندنت عربية)، والصحفي معاذ أبو طه (شبكة NBC الأمريكية)، إضافة إلى الصحفي أحمد أبو عزيز (شبكة قدس فيد)، حيث ارتقى معهم عشرات الشهداء والجرحى جراء القصف الذي استهدف المستشفى.