ترجمة خاصة - شبكة قُدس: صادقت حكومة الاحتلال، اليوم الأربعاء، عبر لجنة الاستيطان في الإدارة المدنية، على المضي قدما في مشروع استيطاني ضخم بمنطقة E1 المحاذية لمستوطنة معاليه أدوميم، يشمل نحو 3,400 وحدة استيطانية جديدة، إضافة إلى المصادقة على إقامة مستوطنة جديدة في عساهل جنوب الخليل تضم 342 وحدة استيطانية إلى جانب مرافق عامة وبنى تحتية.
خطوة المصادقة على المشروع جاءت بعد أيام قليلة من مؤتمر صحفي لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أعلن فيه إطلاق الخطة مهاجما الدول التي أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، ومتوعدا بأن الرد سيكون “على الأرض عبر بناء بيوت وطرق وشوارع جديدة للمستوطنين”. المشروع الذي ظل مجمدا منذ التسعينيات بفعل الضغوط الأميركية والأوروبية، اعتبرته منظمات إسرائيلية مثل “السلام الآن” بمثابة ضربة قاضية لفكرة الدولة الفلسطينية، إذ يقطع التواصل الجغرافي بين رام الله وبيت لحم ويكرّس تجزئة الضفة الغربية.
سموتريتش كرر اليوم موقفه قائلا إن الخطوة “تمحو أوهام حل الدولتين وتُرسّخ سيطرة الشعب اليهودي في قلب أرض إسرائيل”، مضيفا أن المصادقة “تمثل مسمارا جديدا في نعش فكرة الدولة الفلسطينية”. ودعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إعلان “السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية فورا، وإنهاء فكرة تقسيم الأرض إلى الأبد”، مشددا على ضرورة تنفيذ ذلك قبل أيلول/سبتمبر المقبل.
المخطط الاستيطاني في E1 مطروح منذ مطلع التسعينيات، وأعاد نتنياهو تفعيله عام 2012 ثم أُقرّ للإيداع في شباط/فبراير 2020 عشية الانتخابات. واليوم، مع تسارع المصادقة، تتوقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن تبدأ أعمال الجرافات خلال أشهر قليلة ما لم تطرأ عراقيل جديدة.
في المقابل، اعتبر الباحث في جمعية “عير عميم” أفيف ترتسكي أن المصادقة الأخيرة “تُظهر مدى إصرار إسرائيل على تنفيذ ما يسميه مكتب سموتريتش بالخطة الاستراتيجية لدفن إمكانية إقامة دولة فلسطينية وفرض نظام أبرتهايد فعلي”. كما أصدرت حركة “السلام الآن” بيانا اعتبرت فيه أن سموتريتش ورفاقه من “الأقلية المشيحانية” يستغلون أجواء الحرب لفرض وقائع استيطانية خطيرة، مؤكدة أن الهدف الأساسي من المشروع هو تقويض أي حل سياسي وجرّ المنطقة نحو “دولة أبرتهايد ثنائية القومية”.