شبكة قدس الإخبارية

بيت حانون تبتلع أعداءها .. الجيش يعترف بمقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين

٢١٣

 

بيت حانون تبتلع أعداءها .. الجيش يعترف بمقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قُتل خمسة جنود من جيش الاحتلال وأُصيب 14 آخرون في كمين مركّب نفذته المقاومة الفلسطينية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مساء أمس، وفق ما أعلنه جيش الاحتلال صباح اليوم. وقد جاءت العملية ضمن سلسلة من الضربات التي تتلقاها قوات الاحتلال خلال توغلها في مناطق شمال القطاع.

وأفاد جيش الاحتلال أن جميع القتلى ينتمون إلى كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للواء "كفير"، وأشارت التقارير العبرية إلى أن الكمين نُفّذ بدقة أثناء مرور القوة مشاة من كتيبة "نيتساح يهودا" على أحد الطرقات في بلدة بيت حانون، حيث جرى تفجير عبوتين ناسفتين واحدة تلو الأخرى عن بُعد، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين.

وتابعت الرواية بأن المقاومة أطلقت النار من كمين ثانٍ نحو قوات الإخلاء خلال عملية نقل المصابين، ما تسبب بإصابات إضافية في صفوف الجنود، وتحولت عملية الإخلاء إلى مهمة طويلة ومعقدة، استدعت تدخل وحدات إنقاذ إضافية إلى الموقع لإجلاء كامل القوة.

وفي أول تعليق له، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن "صباح اليوم كان صعبًا على إسرائيل"، في تعبير عن حجم الخسائر التي لحقت بجيش الاحتلال في كمين بيت حانون.

من جهته، قال المراسل العسكري هيلل بيتون روزين إن قوات الاحتلال تقاتل في بيت حانون منذ سنة وثمانية أشهر، وغالبًا ما تكون هذه العمليات مصحوبة بعدد كبير من الإصابات.

المحلل العسكري في موقع واللا العبري، أمير بوحبوط، تساءل بدوره عن جاهزية القوات، مشيرًا إلى أن قيادة الجيش زعمت أن المنطقة التي تقدّمت إليها وحدة "نيتساح يهودا" وتم استهدافها بالكمين، كانت قد خضعت فعلاً لمعالجة عبر ضربات جوية بهدف إزالة العبوات الناسفة. وطرح بوحبوط تساؤلًا صريحًا: "متى أُقيم يوم تعليمي شامل لجميع الوحدات؟".

 

مراسل إذاعة جيش الاحتلال أكد أن هذا النوع من الكمائن بات سلوكًا متكررًا في الأسابيع الأخيرة، حيث يضع مقاتلو المقاومة الفلسطينية العبوات في مسارات وحدات جيش الاحتلال ثم يهاجمونهم بالرصاص بعد التفجير، ما يتسبب في مضاعفة الخسائر.

وأضاف المراسل أن ما ميّز عمليات المقاومة الأخيرة في قطاع غزة هو بقاء المهاجمين في مواقعهم بعد تنفيذ التفجير، والاشتباك مع قوات الإنقاذ بدل الانسحاب، في محاولة لتعظيم ما وصفه بـ"الإنجاز" من وجهة نظرهم، مؤكدًا أن التصوير بات جزءًا أساسيًا من هذه العمليات، ويتم أحيانًا من عدة زوايا وبجودة عالية بهدف النشر لأغراض إعلامية.

وأشار إلى أن الكمين الذي وقع في بيت حانون تم في منطقة خضعت سابقًا لغارات جوية مكثفة، في إطار عمليات "تمهيد" لتقدّم القوات البرية، إلا أن العبوتين الناسفتين انفجرتا بدقة أثناء عبور القوة، ما أثار تساؤلات كبيرة داخل أوساط جيش الاحتلال حول فعالية تلك الغارات.

كما أكد المراسل  أن بلدة بيت حانون تُعد نقطة اشتباك مستمرة، وتقع على مسافة تقل عن ثلاثة كيلومترات من مستوطنة "سديروت". وعلى الرغم من اقتحام جيش الاحتلال للبلدة مرارًا خلال العدوان، إلا أن المقاومة تعاود الظهور في كل مرة بعد انسحاب الجيش. وأضاف أن جيش الاحتلال لاحظ تعزيزًا مستمرًا من قبل حركة حماس في البلدة، يُرجّح أنه يتم عبر شبكة من الأنفاق الأرضية، ما يجعل من بيت حانون ساحة نشطة وممتدة للقتال.

وبحسب دورون كادوش، مراسل إذاعة جيش الاحتلال، فإن العبوات الناسفة باتت التهديد الأكبر لقوات الاحتلال في قطاع غزة. وذكر بالأرقام أن أكثر من 70% من قتلى القوات البرية خلال الأشهر الأخيرة سقطوا بفعل عبوات ناسفة، وأنه منذ استئناف القتال في قطاع غزة في شهر آذار/ مارس الماضي، قُتل 27 جنديًا من أصل 38 بسبب العبوات، والتي تنقسم إلى نمطين رئيسيين: كمائن عبوات على الطرقات (تسببت في مقتل 19 جنديًا) ومبانٍ مفخخة (أدت إلى مقتل 6 جنود).

وفي سياق موازٍ، هاجمت منصات للمستوطنين أداء جيش الاحتلال الإعلامي، متهمة إياه بإخفاء عدد المصابين الحقيقي. وأشارت تلك المنصات إلى أن عدد المصابين في كمين بيت حانون يفوق بكثير الرقم الذي أُعلن رسميًا، وأكدت أن الجيش غالبًا ما يمتنع عن نشر تفاصيل عن الإصابات عندما لا يكون هناك قتلى أو عندما لا تكون الواقعة استثنائية، في محاولة للتعتيم على الخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها الاحتلال في قطاع غزة.