ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: في مشهد جديد يكشف حجم التلاعب الإعلامي الذي تمارسه أذرع الاحتلال الأمنية، فجّر الصحفي "الإسرائيلي" المعروف رفيف دروكر في نهاية مداخلته ضمن برنامجه “منطقة الحرب” فضيحة مدوّية تتعلق بالدور الذي تلعبه الرقابة العسكرية لدى الاحتلال، لا لحماية ما تسميه “أمن الدولة”، بل لحماية الرواية الرسمية المضلِّلة وإخفاء فشل المؤسسة العسكرية أمام الرأي العام.
جاءت تصريحات دروكر في أعقاب الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة، وعرّت هشاشة منظوماتها الدفاعية التي لطالما تباهت بها أمام العالم.
القصة بدأت حين قصفت صواريخ إيرانية، في أواخر يونيو/حزيران 2025، قاعدة غليلوت العسكرية القريبة من تل أبيب، ما أدى إلى اشتعال النيران في أحد مبانيها الحيوية. مع الساعات الأولى للفجر، كان الدخان يتصاعد من المكان، وقد تصادف ذلك مع مرور دروكر الذي حاول تصوير آثار القصف أوقفه أفراد شرطة الاحتلال ومنعوه من الاستمرار.
وعلّق دركور: عندما ضرب الإيرانيون قاعدة غليلوت، كنت قريبا من هناك بالصدفة، وعندما حاولت التصوير منعوني. لكن السؤال: هل بالفعل كان التصوير ممنوعا حتى لا تصل الصور إلى العدو؟ في النهاية، يعلم الإيرانيون أين ضربوا، لكن أوامر الرقابة العسكرية هدفها الأول والأخير إخفاء الحقيقة عن الجمهور الإسرائيلي، لترسيخ صورة النصر المزعوم.
لم يتردد دروكر في توجيه اتهام صريح للرقابة العسكرية بأنها لم تسعَ هذه المرة إلى حماية أمن المستوطنين كما تزعم عادة، بل إلى حماية صورة المؤسسة الأمنية ومنظومة الجيش المتداعية، والحفاظ على رواية النصر الزائف.
وأكد أن الهدف من المنع لم يكن سوى منع الجمهور "الإسرائيلي" من رؤية حجم الخسائر، ومنع التشكيك في سردية النصر ، خاصة بعد أن تسببت الهجمات في فضح هشاشة الجبهة الداخلية أمام صواريخ إيران.
وأوضح دروكر أن الرقابة في هذه الحالة لم تكن إلا أداة للحفاظ على سردية الانتصار وإخفاء الإخفاق، لا أداة لحماية أرواح أو أسرار عسكرية كما تدعي.
وأبدى دروكر استياءه من أن الرقابة العسكرية في لدى الاحتلال تحولت إلى أداة سياسية أكثر منها أمنية، مشيرًا إلى أنها باتت جزءًا من ماكينة التضليل، تعمل على إدارة الصورة الذهنية للجمهور "الإسرائيلي"، حتى لو كان ذلك يعني خيانة مبادئ الشفافية وحرية الصحافة.
وتساءل: هل مهمة الصحافة أن تحافظ على الرواية الرسمية التي تريدها الدولة، أم أن دورها كشف الحقائق أمام الناس مهما كانت صادمة ومُحرجة للسلطة؟ السؤال الذي طرحه دروكر يكشف حجم الأزمة التي تواجهها حرية الصحافة لدى الاحتلال، حيث تُستغل الرقابة ليس لحماية “أمن الدولة”، بل لحماية المؤسسة العسكرية من النقد وكشف مواطن فشلها.
وأضاف دروكر أن هذه الفضيحة تؤكد الحاجة الملحّة لإصلاح منظومة الرقابة العسكرية التي وصفها بأنها باتت قديمة وغير ملائمة لروح العصر.
وذكر الصحفي الإسرائيلي المعروف قصة شخصية حدثت معه: "الرقابة ليست كلمة قذرة، هكذا اعتقدت عندما كنت طفلًا. عندما كبرت وفهمت الأمور بشكل أعمق أدركت أن هناك مشكلة مع هذه المؤسسة العتيقة. كم هي عتيقة؟ تأسست، خلال فترة الانتداب البريطاني، كان هتلر لا يزال حيًا. كانت مواجهتي الأولى مع الرقابة ليست كصحفي، بل كجندي. أرسلت رسالة إلى صديقتي آنذاك التي كانت في دورة ضباط، ولم أبخل في التفاصيل الرومانسية والشخصية. الظرف الذي تلقته كان مفتوحًا، وبجانبه ورقة أخرى: "تمت قراءة الرسالة من قبل الرقابة العسكرية وأُجيز إرسالها".