الضفة الغربية – قدس الإخبارية: أدى آلاف الفلسطينيين، صباح اليوم الجمعة، صلاة عيد الأضحى المبارك في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، وسط أجواء من الحزن والغضب نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتصاعد الانتهاكات في مدن الضفة والقدس.
ورغم الظروف الصعبة، توافد الفلسطينيون إلى المساجد والساحات العامة لأداء صلاة العيد، في ظل تضييقات عسكرية، وحواجز مكثفة، وحملات اعتقال واقتحام لم تتوقف منذ أشهر.
وشهدت مدينة بيت لحم مشاركة واسعة في ساحة مسجد عمر بن الخطاب قرب كنيسة المهد، في مشهد يعكس تلاحم الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والثقافية.
وفي مدينة الخليل، أدى الفلسطينيون الصلاة في المسجد الإبراهيمي الشريف، رغم تشديدات الاحتلال التي فرضها على مداخل البلدة القديمة، ورفضه مجددًا تسليم المسجد بكامل مرافقه للأوقاف الإسلامية.
وأقدمت قوات الاحتلال على إغلاق الباب الشرقي للمسجد، للمرة السابعة منذ بداية العام، في استمرار لسياسة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، ما دفع أوقاف الخليل إلى رفض استلام المسجد بشكل منقوص، مؤكدة أن هذا الموقف يعكس رفض أي انتقاص من حقوق المسلمين فيه.
وتصاعدت في الخليل التحذيرات من مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد المسجد الإبراهيمي وتحويله إلى كنيس تلمودي، في إطار مشاريع الاستيطان والتهويد المتسارعة.
وانطلقت دعوات لشد الرحال إلى المسجد، وحمايته من هذه المخططات، عبر الحضور الدائم والرباط، خاصة في المناسبات الدينية.
وفي مخيم جنين شمال الضفة الغربية، منعت قوات الاحتلال عشرات العائلات من الوصول إلى المقبرة لزيارة قبور ذويهم بعد أداء الصلاة، في انتهاك فج لحرمة العيد، ضمن سياسة العقاب الجماعي بحق سكان المخيم. ويواجه المخيم، إلى جانب محافظة طولكرم، عدوانًا متواصلًا منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، شمل عمليات قتل واعتقال واقتحام وتفجير منازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات.
وتزامنًا مع حلول العيد، نفّذت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات جديدة فجر اليوم، استهدفت عدة مدن وبلدات، وأسفرت عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، في سياق حملة تصعيد ممنهجة طالت عموم الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتشير الإحصائيات إلى استشهاد ما لا يقل عن 973 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فيما بلغ عدد المعتقلين أكثر من 17 ألفًا خلال نفس الفترة.
وفي ظل هذا المشهد، دعت فصائل فلسطينية مجموعات وشعبية في الضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل إلى تجنب مظاهر الفرح الزائدة خلال عيد الأضحى، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة متواصلة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 180 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وترك مئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية قاسية وسط مجاعة متفاقمة.
وشددت الدعوات على الاكتفاء بأداء الشعائر الدينية من صلاة وذبح الأضاحي وزيارة الأرحام، داعية إلى زيارة أسر الشهداء والأسرى، والوقوف إلى جانب النازحين من مخيمات شمال الضفة الذين يعيشون ظروفًا قاسية في ظل الحصار والعدوان المستمر.