رام الله – قدس الإخبارية: نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات في مدن وبلدات متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، تخللتها عمليات اعتقال وتنكيل وهدم وتجريف، ضمن تصعيد مستمر يستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم.
في الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا وفرضت عليها طوقًا عسكريًا منذ ساعات الفجر، ما دفع مديرية التربية والتعليم إلى تعليق الدوام في مدارس المدينة.
وخلال الاقتحام، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 فلسطينيًا، بينهم عدد من أفراد عائلة الشهيد عبد الفتاح عاهد الحريبات. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال احتجزت عددًا من المعتقلين داخل منزل عائلة الشهيد في منطقة دوار العلم، واعتدت عليهم بالضرب، معصوبة الأعين ومكبّلة الأيدي، وأجبرتهم على السير على الأقدام لمسافات طويلة.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتا جنوب المدينة، واعتقلت ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا، بينهم أشقاء، بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها. واحتجزت عشرات الشبان وحققت معهم ميدانيًا، قبل أن تُفرج عن بعضهم. ونقل عدد من المحتجزين إلى مركز طبي بعد تعرضهم للضرب المبرح لساعات.
وعُرف من المعتقلين: الشقيقان وحيد ووليد التايه، مهند وأسامة تيسير عبد الفتاح دويكات، رامز ورامي العورتاني، الشيخ متعب دويكات، كرم عيسى بني شمسة، جهاد هلال بني شمسة، فراس محمود الجاغوب، عمر داوود، أكرم عماد اليابس، عبد الله بني شمسة، وخالد محمد.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق نابلس، حيث حاصرت منزل عائلة قمحية وخلّفت دمارًا واسعًا داخله قبل اعتقال نجلهم مهند. واعتقلت أيضًا الشابين صهيب أبو كشك وعبد الشناوي بعد الاعتداء عليهما.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية العرقة غرب مدينة جنين، وبلدة يعبد، حيث اعتقلت الأسير المحرر محمد بدارنة "أبو إسلام" بعد مداهمة منزله. وتمركزت قوات الاحتلال في أحياء قرية العرقة وشرعت بعمليات دهم وتفتيش واسعة.
في مدينة البيرة، هدمت جرافات الاحتلال دوّار الشهيدين عادل وعماد عوض الله وسط مدينة البيرة، على بعد ما يقارب 100 متر من مقر المخابرات في السلطة الفلسطينية.
كما جرفت أراضٍ زراعية في منطقة "جبل الراس" شرق قرية أم صفا شمال غرب رام الله، ما أدى إلى تدمير مساحات زراعية شاسعة تعود ملكيتها لفلسطينيين من القرية.
وتشهد أم صفا اعتداءات متكررة من قوات الاحتلال والمستوطنين، تشمل المصادرة، الحرق، والاعتداء الجسدي، في سياق مساعٍ لفرض وقائع جديدة على الأرض ضمن مشروع التوسع الاستيطاني.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة السوق القديم، وأغلقت إحدى المدارس بالقوة وأجبرت الطلبة على المغادرة، ما أثار حالة من الذعر في صفوف العائلات.
وفي مدينة القدس المحتلة، شنت قوات الاحتلال حملة هدم طالت عدداً من المنشآت السكنية والتجارية في حي البحيرة ببلدة عناتا شرق المدينة. وأفادت مصادر محلية أن جرافات الاحتلال نفذت عمليات الهدم وسط حراسة عسكرية مشددة، في وقت مبكر من الصباح، ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين، وفرض واقع ديمغرافي يخدم مشروع "القدس الكبرى".
وتعاني بلدة عناتا من حصار خانق بسبب جدار الفصل العنصري، وتحيط بها مستوطنات "عناتوت" و"بسغات زئيف"، ما يجعلها هدفًا دائمًا لسياسات الهدم والتهجير، وسط حرمان أهاليها من حقهم في البناء والتوسع، مقابل تسهيلات ممنوحة للمستوطنات المحيطة.