شبكة قدس الإخبارية

جنود غولاني فروا من "زيكيم" يوم الطوفان وجثث القتلى بقيت أسبوعًا بالموقع

٢١٣

 

جنود غولاني فروا من "زيكيم" يوم الطوفان وجثث القتلى بقيت أسبوعًا بالموقع

ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقه بشأن مجريات اليوم الأول من معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي شهدت اقتحام مقاتلي المقاومة الفلسطينية إلى شاطئ "زيكيم"، الواقع شمالي قطاع غزة وجنوب مدينة" تل أبيب".

وكشف التحقيق عن فشل واضح في أداء قوات الاحتلال في التصدي للهجوم، إذ لم تُظهر القوات المنتشرة قرب الشاطئ حزمًا كافيًا للفصل بين الإسرائيليين والمقاومين، رغم وجود قوة عسكرية قريبة من موقع التسلل. وأقرّت نتائج التحقيق بوجود قصور في توفر المعلومات الدقيقة حول عدد المقاتلين المتسللين، وعدد القوات الميدانية المتواجدة في المنطقة آنذاك.

وأشار التحقيق إلى أن فرقة غزة كانت على علم بوجود تسلل، لكنها لم تتمكن من إرسال تعزيزات لدعم جنود لواء غولاني المنتشرين قرب شاطئ زيكيم. كما ورد أن إنذار التسلل وصل إلى كتيبة غولاني، لكن الجنود لم يتحركوا بسبب اختباء قائدهم داخل ملجأ، فيما أظهرت كاميرات المراقبة اختباء بعض الجنود وهروب آخرين من موقع الاشتباك.

وأكد التحقيق أن هروب جنود غولاني من مواجهة مقاتلي المقاومة يُعد من أكبر الإخفاقات التي سجلها الاحتلال الإسرائيلي في أحداث شاطئ زيكيم، حيث تُركت جثث عدد من القتلى في الموقع لمدة أسبوع بعد الهجوم دون أن تُنتشل.

وبيّنت نتائج التحقيق أن الاحتلال أجرى قبل الهجوم بشهرين تدريبين عسكريين واسعين لقوات اللواء الشمالي بفرقة غزة وسلاح البحرية في المنطقة ذاتها، لكن رغم ذلك نجح 38 مقاتلًا فلسطينيًا في التسلل إلى الشاطئ على متن سبعة قوارب، وتمكن ثلاثة منهم من الوصول إلى محيط محطة توليد الكهرباء في عسقلان.

وأسفرت العملية عن مقتل 17 إسرائيليًا وجنديًا.

ويأتي هذا التحقيق في سياق سلسلة من التقارير التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي بشأن الفشل في التعامل مع هجوم السابع من أكتوبر، ومنها ما ورد نهاية الشهر الماضي حول مجريات الأحداث داخل قاعدة زيكيم العسكرية.

وقد كشف التحقيق حينها مقتل خمسة قادة وحدات، إلى جانب جندي وإسرائيلية، خلال الهجوم، في وقت كان فيه جنود لواء غولاني في أوضاع نفسية منهارة، ما دفع بعضهم إلى الفرار نحو الشاطئ القريب من القاعدة العسكرية.

كما أشار التقرير إلى أن التعزيزات العسكرية لم تصل إلى القاعدة إلا بعد ساعات من بدء الهجوم، بينما امتنع قائد القاعدة عن التوجه إلى الموقع، مفضّلًا البقاء في ملجأ محصن داخل منزله برفقة أسرته.

وسبق أن نُشرت في مارس الماضي تفاصيل إضافية حول إخفاق الاحتلال في التصدي لهجوم نفذته المقاومة الفلسطينية على كيبوتس"نير عوز"، والذي أدى إلى مقتل وأسر قرابة ربع سكان الكيبوتس.

واعتبر محللون عسكريون أن ما جرى يمثل أكبر فشل للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية خلال المعركة.

وصف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، التحقيق الذي أجراه اللواء إران نيف، رئيس فريق التحقيق العسكري في هجوم نير عوز، بأنه "سلّط الضوء على انهيار تام في سلسلة القيادة العسكرية وغياب الرد الفعّال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الميدان".

وتترافق هذه التحقيقات مع حالة من التوتر والتراشق بين المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل بشأن تحميل المسؤولية عن الفشل في السابع من أكتوبر، وقد بلغ هذا الصراع ذروته بإعلان رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، نيته الاستقالة في 15 يونيو/حزيران المقبل، وذلك بعد إصدار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرارًا بإقالته الشهر الماضي، وهو القرار الذي جُمّد مؤقتًا من قبل المحكمة العليا.