غزة - قدس الإخبارية: وُلدت الطفلة الفلسطينية "ملك أحمد القانوع" في مستشفى العودة الأهلي شمال القطاع، من دون دماغ، في حالة وصفتها وزارة الصحة في قطاع غزة بأنها من "أشد حالات تشوه الأجنة إيلامًا".
وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، إن حالة الطفلة القانوع البالغة من العمر يومين، تُعد من النماذج الصادمة لتشوّهات الأجنّة في الأرحام، مرجّحًا أن تكون ناجمة عن الإشعاعات والأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع.
وأرفق البرش منشورًا عبر "تلغرام" بمقطع مصوّر يوثّق الحالة، حيث تظهر الطفلة برأس ينتهي فوق العينين مباشرة، دون نمو للدماغ أو الجزء العلوي من الجمجمة.
ارتفاع مقلق في حالات التشوه الخلقي
تأتي هذه الواقعة وسط ارتفاع ملحوظ في حالات تشوه الأجنة بغزة منذ بدء الحرب، حيث يتهم الاحتلال باستخدام أسلحة تحتوي على مواد سامة أو مشعة تُحدث تأثيرات صحية بعيدة المدى، لا سيما على النساء الحوامل.
وقال البرش إن ما يحدث في غزة يُذكّر بما جرى في العراق بعد الغزو الأمريكي، حين شهدت البلاد ارتفاعًا كبيرًا في نسب التشوهات الخلقية بسبب التلوث والإشعاع الناتج عن القصف.
وطالب بفتح تحقيق دولي فوري في طبيعة الأسلحة المستخدمة من قبل الاحتلال، وما إذا كانت تتسبب في مثل هذه الحالات الطبية الخطيرة التي تزداد وتيرتها في مناطق الاستهداف المكثف.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد اتهم، في أكثر من مناسبة، جيش الاحتلال باستخدام أسلحة محرّمة دوليًا، بينها قنابل حرارية وكيماوية من تصنيع أمريكي. وفي يوليو/تموز 2024، أصدر المكتب بيانًا أكد فيه أن هذه الأسلحة تُستخدم بشكل ممنهج ضد المدنيين.
تقارير طبية وإنسانية تؤكد المخاوف
تزامنًا مع تصاعد التحذيرات، أكد الطبيب الأردني بلال العزام، عضو وفد طبي أمريكي أوروبي زار غزة مطلع هذا العام، أن الوفد تعامل مع حالات تشوه خلقي وصلت مستشفيات القطاع خلال الحرب، موضحًا أن بعض تلك الحالات "لم تكن موجودة سابقًا بهذه الكثافة أو الخطورة".
وفي تقرير نُشر في 28 يناير/كانون الثاني 2025، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الحوامل والأطفال في غزة يواجهون خطرًا متزايدًا في ظل انهيار المنظومة الصحية بفعل الاستهداف الإسرائيلي للمشافي والبنية التحتية، لكن التقرير لم يتناول بشكل مباشر موضوع تشوه الأجنة.
وأشارت تقارير طبية محلية إلى أن نسبة الإجهاض التلقائي ارتفعت بمعدل 300% منذ بداية الحرب، نتيجة التعرض المستمر للصدمات والقصف والمواد الضارة.
وفي بيان حديث، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الأطفال في غزة يواجهون خطرًا متفاقمًا يشمل الجوع والمرض والموت، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الأساسية. وطالبت بتوفير الحماية للأطفال ورفع الحصار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية بشكل عاجل.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر وصفتها جهات حقوقية بالإبادة الجماعية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، بينهم آلاف الأطفال، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود، في ظل دمار غير مسبوق أصاب القطاع.