قطاع غزة - شبكة قُدس: أفادت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، اليوم الخميس، بأن نحو 660 ألف طفل في قطاع غزة لا يتلقون أي تعليم مدرسي بسبب الحرب الإسرائيلية الدامية والمدمرة.
وقالت الوكالة الأممية في تغريدة على موقع "إكس": "لا تزال الأونروا أكبر مقدم لخدمات التعليم في حالات الطوارئ والدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة، مانحة الأطفال بصيص أمل".
لكنها أشارت إلى تحديات هائلة موضحة أن "حوالي 660,000 طفل في غزة خارج المدرسة ولا يتلقون أي تعليم بسبب الحرب".
وأضافت أنه بعد استئناف القصف الإسرائيلي بعد انتهاء وقف إطلاق النار، تأثرت أنشطة التعلم المؤقتة بشدة.
وتابعت أن أوامر التهجير الأخيرة في القطاع زادت من صعوبة حصول الأطفال على دعم الصحة النفسية والأنشطة الترفيهية التي تشتد الحاجة إليها.
وأمس الأربعاء، حذر جوناثان فاولر مدير الاتصالات في "الأونروا" من خطورة الوضع الإنساني في القطاع، مؤكدا أن شبح المجاعة يخيم على القطاع وسط استمرار إغلاق إسرائيل المعابر والعمليات العسكرية.
ووصف المشهد في غزة بأنه "أشبه بأهوال يوم القيامة"، مؤكدا أنه يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية، وأن القطاع يمر بأسوأ مرحلة إنسانية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي.
تفيد تقارير منظمات دولية عاملة في غزة بأن انقطاع التعليم لا يهدد فقط مستقبل الأطفال الأكاديمي، بل ينعكس بشكل مباشر على صحتهم النفسية والعاطفية. يعيش مئات الآلاف من الأطفال في بيئة مشبعة بالخوف والعنف والدمار، وهو ما يؤدي إلى تفشي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم، ونوبات الغضب والانطواء. وقد حذرت "يونيسف" من أن جيلًا كاملًا من أطفال غزة مهدد بالضياع ما لم يُتخذ إجراء عاجل لإعادة فتح المدارس وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم.
ومنذ بدء الحرب، تعرضت المئات من المدارس في قطاع غزة لأضرار جسيمة، بما في ذلك مدارس تابعة للأونروا كانت تؤوي نازحين، أو تُستخدم كمراكز لتقديم الخدمات الإنسانية. ووفقاً لتقارير سابقة للأمم المتحدة، فإن غالبية منشآت التعليم في غزة تعرضت للقصف أو باتت غير صالحة للاستخدام، ما يعقّد جهود إعادة التعليم حتى في حال انتهاء الحرب. هذا الاستهداف المنهجي للبنية التحتية يثير قلقاً بالغاً من محاولات مقصودة لتفكيك النظام التعليمي كلياً.
وإعادة بناء قطاع التعليم في قطاع غزة لا تقتصر فقط على ترميم المدارس وتوفير الكتب والمعلمين، بل تشمل أيضاً معالجة الفجوات النفسية والمعرفية التي خلّفها الانقطاع الطويل.