خاص - شبكة قدس الإخبارية: بالتزامن مع اعتداءات مليشيات المستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله، يشرع جيش الاحتلال بتطويق البلدة بجدارٍ فاصل، وفصلها عن 8 آلاف دونم من أراضيها، والتي باتت هدفاً للاستيطان.
قبل أيام، هاجمت مليشيات المستوطنين البلدة وأحرقت ممتلكات الأهالي واعتدات على منازلهم، فيما دارت مواجهات بين المستوطنين وجيش الاحتلال من جهة وبين الشبان من جهة أخرى، أسفرت عن ارتقاء الشهيد وائل الغفري وإصابة آخرين، واستمرت الاعتداءات حتى يومنا هذ، فما الذي يجري في سنجل؟
مخطط استيطاني لعزل البلدة
في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس"، قال رئيس المجلس البلدي لسنجل، معتز عبد الرحمن، إن الجدار العازل الذي بدأ الاحتلال بإقامته، سيفصل بلدة سنجل عن أراضيها الزراعية البالغ مساحتها 8 آلاف دونم وسيمنع أهالي البلدة من الوصول إليها.
وأكد أن البلدية تسلمت في بداية حرب الإبادة الجماعية قراراً من سلطات الاحتلال لبناء هذا الجدار بحجة توفير الحماية للمستوطنين على شارع 60، وإيقاف عمليات رشق الحجارة.
وأوضح أن أصحاب الأراضي والمجلس البلدي قاموا بتوكيل محامي من هيئة مكافحة الجدار والاستيطان، من أجل متابعة القضية وإسقاط القرار، حيث قوبلت الدعوة بالرفض القطعي من محكمة الاحتلال العليا لما يُسمى بـ"الاعتبارات الأمنية".
وأشار عبد الرحمن إلى أن قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل البلدة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وباتت تتحكم بالبوابة الوحيدة المفتوحة.
وأكد الاحتلال وجد فرصة مناسبة للسيطرة على هذه الأراضي التي كانت تزرع بالمحاصيل الزراعية المختلفة فضلاً، التي تشكل مقوماً أساسياً من مقومات الاقتصاد، بالإضافة لحرمان أهالي البلدة من قطاف الزيتون في موسمه الماضي.
هجمة استيطانية شرسة
وعن هجمات المستوطنين، أفاد عبد الرحمن لـ"قدس الإخبارية": تفاجئنا قبل أيام بإقامة خيمة استيطانية جنوب البلدة في منطقة خربة التل واندلعت مواجهات مع الأهالي.جيش الاحتلال قام بقمع الأهالي وطردهم من المنطقة وأقدمت مليشيات المستوطنين على إحراق الممتلكات والاعتداء على الأهالي ما أسفر عن ارتقاء الشهيد وائل الغفري".
وأضاف: "لا تزال مليشيات المستوطنين تواصل اقتحامتها للمنطقة الجنوبية من البلدة، وبالتزامن مع هذه الهجمات، شرع جيش الاحتلال مباشرة بوضع أساسات الجدار الفاصل".
وعن منطقة خربة التل التي يحاول المستوطنون السيطرة عليها، فقال إنها منطقة أثرية وتُعتبر المتنفس الوحيد لأهالي بلدة سنجل ومصنفة في المنطقة B، حسب اتفاقيات أوسلو.
وتمارس مليشيات المستوطنين ذات النشاط العدواني في مختلف مناطق الضفة الغربية، والذي تصاعد منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأقام المستوطنون نحو 60 بؤرة استيطانية في الضفة المحتلة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، منها 51 بؤرة عام 2024، وفق معطيات صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.